159 يوماً على العدوان على غزة. وبالرغم من مواصلة العدو الاسرائيلي غاراته الجوية وقصفه المدفعي وأحزمته النارية على القطاع محققاً المزيد من القتل في صفوف الأبرياء ومزيداً من الدمار، وبالرغم من تأكيد قادته المضي قدماً بعملية عسكرية في رفح، والاستمرار بمحاصرة وتجويع أهل الشمال مع ممارسة الابتزاز في عملية ادخال المساعدات، بالرغم من كل هذا إضافة إلى نصب المكائد السياسية ومحاولة الضغط لتنفيذ اتفاق بمقاييس العدو، إلا أن الفصائل الفلسطينية قالت كلمتها المستندة إلى واقع ميداني لا زالت حاضرة فيه بقوة.
موقفٌ موحد صدر عن الفصائل الفلسطينية بغزة اليوم، فيه العديد من الرسائل وسط ما يُحكى عن “مناورات أميركية لا تتوقف للالتفاف على نتائج المفاوضات غير المباشرة بين العدو والمقاومة في الجولة الأخيرة في القاهرة”، والتي تبيّن خلالها أن واشنطن، بحسب مصادر إعلامية، “وفّرت الغطاء لطلب “إسرائيل” منع النقاش حول طريقة انتشار قوات الاحتلال في القطاع، كما وافقت على أن ملف المساعدات يجب أن يتمّ بعيداً عن أي مجموعة أو إطار له علاقة بحكومة غزة أو بالقوى السياسية في القطاع، بالإضافة الى أن “إسرائيل” هي من تختار من ستفرج عنهم من المعتقلين الفلسطينيين”.
انطلاقاً من ذلك، أعلنت الفصائل أننا “لن نسمح للاحتلال وداعميه التدخل أو فرض الوصاية على شعبنا بأي شكل من الأشكال”، مؤكدة أن “إدارة الشأن الفلسطيني بما فيه قطاع غزة هو شأن وطني فلسطيني”. وكررت الفصائل بغزة تأكيدها على “موقفنا الموحد بأنه لا اتفاق ولا صفقات تبادل إلا بوقف شامل للعدوان على شعبنا”.
تطورات الإبادة الجماعية
ويواصلُ الجيشُ الصهيوني ارتكابَ المجازرِ في إِطارِ حربِ الإبادةِ الجَماعيةِ التي يَشنُّها على أهالي قطاعِ غزة، مُستهدِفاً المنازلَ المأهولةَ والطواقمَ الطِبيّةَ والصِحافيّة. وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 31 ألفا و272 شهيدا، إضافة إلى 73 ألفا و24 مصابا. وأضافت وزارة الصحة أن الاحتلال ارتكب 10 مجازر في القطاع خلال الـ24 ساعة الأخيرة، راح ضحيتها 88 شهيدا و135 مصابا.
وفي التفاصيل، فقد استهدف قصف اسرائيلي مركزاً لتوزيع المساعدات تابعا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وسط رفح جنوبي قطاع غزة، حيث ادّى القصف إلى استشهاد 5 فلسطينيين. هذا وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه انتشلت جثامين 6 شهداء و9 مصابين من عائلة الأطرش من تحت أنقاض منزلهم المدمر في دير البلح. يأتي ذلك في وقت أفادت فيه مصادر إعلامية باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين في قصف للعدو وسط مدينة رفح.
كما استهدف جيش الاحتلال الصهيوني سيارة على طريق مراج جنوب مدينة خان يونس، مما ادّى إلى استشهاد فلسطيني على الأقل في القصف.
وفي وقت سابق من فجر اليوم الأربعاء، استشهد وأصيب عشرات المواطنين، بينهم أطفال ونساء في سلسلة غارات وقصف مدفعي اسرائيلي على القطاع. وأفادت مصادر صحية ومحلية بالقطاع، بارتقاء شهيدين وإصابة 4 أطفال من جراء قصف الاحتلال منزلاً في حي الدرج شمال مدينة غزة. واستشهد عدد من المواطنين إثر قصف الاحتلال منزلا في شارع صلاح الدين شرق حي الزيتون. وتحدثت مصادر محلية عن إصابة عدد من المواطنين وفقدان آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في شارع الصحابة بمدينة غزة.
الى ذلك، قصفت طائرات ومدفعية الاحتلال شمالي وغربي خان يونس، ومحيط مدينة حمد السكنية بالمدينة. وكان قد استشهد 10 مواطنين، وأصيب آخرون، مساء أمس الثلاثاء، في قصف إسرائيلي على دير البلح.
وزارة الصحة بغزة: 27 طفلا استشهدوا جراء التجويع
أعلنت وزارة الصحة في غزة فقدان 27 طفلاً بسبب سوء التغذية وعدم توفر حليب الأطفال في الشمال. وقال إن “آلاف الأطفال يعانون مضاعفات خطيرة بسبب عدم توفر أنواع الحليب الخاصة بهم شمال غزة”، مطالبة “المؤسسات الأممية ومؤسسات الطفولة حول العالم بتوفير الحليب لأطفال القطاع”.
يونيسيف: وقف إطلاق النار أفضل خيار لإنقاذ النازحين بغزة
أسرى سابقون لدى الاحتلال يروون تفاصيل تعذيبهم
نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن معتقلين فلسطينيين سابقين لدى الاحتلال الإسرائيلي تعرضهم للضرب والإهانة وإجبارهم على الركوع لأكثر من 20 ساعة. وأضافوا أن قوات الاحتلال جردتهم من ملابسهم لأوقات طويلة، وفي أثناء الاستجواب.
لازاريني: الأطفال الذين قتلوا بسبب الحرب في غزة يفوق عددهم مدى 4 أعوام من النزاعات بالعالم
أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أمس الثلاثاء أن عدد الاطفال الذين “قتلوا” بسبب الحرب المستمرة في قطاع غزة يفوق عددهم مدى أربعة أعوام من النزاعات في العالم.
وكتب المفوض فيليب لازاريني على منصة اكس “أمر مذهل. عدد الاطفال الذين أحصي قتلهم في أربعة اشهر فقط في غزة يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا مدى أربعة أعوام في جميع النزاعات في انحاء العالم”، منددا بما اعتبره “حربا على الأطفال”.
واعتمد لازاريني في منشوره مرجعا أرقام الأمم المتحدة التي تظهر أن 12 ألفا و193 طفلا قتلوا في نزاعات حول العالم بين العامين 2019 و2022.
وقد أجريت المقارنة مع تقارير توردها وزارة الصحة في قطاع غزة وتفيد باستشهاد أكثر من 12 ألفا و300 طفل في هذه البقعة من الأراضي الفلسطينية بين تشرين الأول/أكتوبر الماضي ونهاية شباط/فبراير. وقال لازاريني إن “هذه الحرب هي حرب على الأطفال. إنها حرب على طفولتهم ومستقبلهم”.
وبأتي شهر رمضان هذا العام في ظلّ اوضاع انسانية واقتصادية سيّئة في قطاع غزّة، الذي يتهدده المجاعة، بفعل والعدوان الحصار المفروضين على قطاع غزّة.
المصدر: موقع المنار