ترأس نائب رئيس “المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى” في لبنان الشيخ علي الخطيب الاربعاء “اللقاء التشاوري مع مدراء المدارس والثانويات الخاصة والرسمية” في مقر المجلس الذي نظمه “اللقاء التنسيقي لصون الاسرة والقيم لمناقشة التحديات التربوية والقيمية التي تواجه مجتمعنا ومؤسساتنا التربوية والتعليمية والاجتماعية”.
وبالمناسبة، قال الشيخ الخطيب إن “الحرب الثقافية التي تستهدف اجيالنا الناشئة هي الاشرس، وبعد ان عشنا تداعيات الحرب الفكرية التي كانت في الماضي مقتصرة على القادرين على المواجهة وخوض الحرب الفكرية المتكافئة، واداة الحرب اليوم تتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي التي تتدرج في اساليبها بالتركيز على تقبل هذه الأجيال لثقافة الشذوذ”.
واضاف الشيخ الخطيب ان “الحرب الأساسية التي تخاض هي الحرب الإعلامية والثقافية التي تستهدف فيها الأخلاق والمجتمع والقيم والدين، في محاولة لتفكيك المجتمع وفك اللحمة الاسرية والعلاقات الاجتماعية بين الاباء والامهات والغاء ثقافة التنوع والتكامل بين المختلفين، حتى يسهل بالتالي السيطرة على هذه المجتمعات”، وتابع ان “موضوع الترويج للشذوذ الجنسي بدأ ينتشر بالحديث عنه من خلال وسائل الاعلام وبعض الأعضاء في مجلس النواب في محاولة لتشريعه واعطائه الشرعية وفرضه كواقع قانوني على الانسانية والضغوط التي تمارسها القوى الغربية”، ولفت الى ان “فهذا التدرج هو لابعادنا عن تاريخنا وثقافتنا وديننا حتى وصلنا الى هذا الواقع”.
وأشار الشيخ الخطيب الى ان “لقاءنا اليوم مع مدراء المدارس والثانويات يندرج في اطار التعاون المشترك والتشاور في السبل والاليات التي من شأنها مواجهة التحديات المحدقة بمجتمعنا وخاصة على المستوى التربوي الذي نعتبره مهما جدا”، وتابع “كان من الضروري عقد هذا اللقاء لاهميته من ناحية التنشئة والتوجيه وبناء الأجيال التي تسهم في تحصين المجتمع، لذلك ندعو الى تفعيل التواصل بين المؤسسات التربوية ولجان الاهل، والمجلس الشيعي يعتبر ان أولى واجباته صيانة القيم الأساسية التي تحفظ المجتمع وتصون الاسرة”.
واكد الشيخ الخطيب “يجب ان ننتصر في هذه المعركة على هذه الأفكار الشاذة التي لا اصل لها ولا قيمة سوى نشر الفساد وتخريب بنيتنا الاجتماعية والثقافية والتي نحن فيها بصدد مواجهة الاستعمار الغربي، الذي يدعي الحفاظ على القيم والحرية التي تنتهك اليوم باسوأ صورة في فلسطين، ونسأل اين هم دعاة الحريات والقيم من سفك دماء الأبرياء وابادة الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع دول العالم”.
وفي ختام اللقاء التشاوري اصدر المجتمعون التوصيات التالية:
أولا: الالتفات إلى ضرورة الوعي من مخاطر هذه المشاريع والبرامج الملتبسة، وإعداد برامج توعوية إرشادية خاصة بذلك .
ثانيا: التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية والبلديات والمؤسسات العاملة ميدانيا لمواجهة ما يستهدف الأسرة على المستوى القيمي والأخلاقي .
ثالثا: توعية المؤسسات والإدارات المختلفة والجامعات ولجان الاهل والجمعيات الشبابية والكشفية والاجتماعية والتربوية ، لا سيما المربين والكوادر التعليمية لمخاطر هذه المشاريع، والعمل على إعداد حلقات نقاش علمية وفكرية مغلقة لدراسة هذا الموضوع وتقديم اقتراحات عملية ذات الشأن.
رابعا: الالتفات إلى المضامين المشبوهة التي تقدم على مستوى البرامج التربوية ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها والسعي لضبطها ما أمكن.
خامسا: إعادة النظر بالعلاقة مع المنظمات والجمعيات التي تستهدف الأسرة بشكل صريح أو ضمني.
سادسا: العمل والتنسيق مع الجهات الرسمية والقضائية والقانونية لمنع كل منظمة أو جمعية تستهدف الأسرة وأفرادها وقيمنا الإنسانية الأصيلة.
سابعا: العمل على إعداد وثيقة أخلاقية مشتركة على المستوى الوطني لمكافحة هذه الهجمة التي تطال مجتمعنا على تنوعه وتعدده الديني والطائفي.
ثامنا: الالتفات إلى ما يمرر على مستوى الفعاليات والأنشطة التي تقام في الجامعات والمعاهد ومؤسسات التعليم العالي.
المصدر: بريد الموقع