دعا الامام السيد علي خامنئي خلال استقباله الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل الذي يزور ايران، لتشكيل تحالف وائتلاف بين الدول ضد البلطجة الأمريكية والغربية.
واعتبر الامام الخامنئي أنَّ قضية فلسطين لا تتعلق فقط بالقضايا الأخيرة في غزة والتفجيرات؛ لأنَّ الشعب الفلسطيني تعرض دائما لكل أنواع التعذيب والمعاناة والقتل خلال الاعوام الخمسة والسبعين الماضية، أما الآن فالكارثة في غزة كبيرة لدرجة أن الحقيقة انكشفت للرأي العام العالمي ولا يمكن إخفاء ذلك.
من جانبه، اعتبر الرئيس الكوبي انه يمكن لإيران وكوبا أن يكمل كل منهما الآخر في مختلف المجالات، وخاصة في التعامل مع الإجراءات التدخلية والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفائها، وأن يكونا مؤثرين في القضايا العالمية المهمة مثل قضية فلسطين. ورأى أن ما يحدث في غزة اليوم هو إبادة جماعية غير مقبولة، وقد أغمضت المنظمات الدولية أعينها عن مقتل عشرات الآلاف من سكان غزة.
واضاف المثير للدهشة أن أولئك الذين كانوا يتذمرون باستمرار من الحرب بين أوكرانيا وروسيا وقتل المدنيين، يصمتون الآن عن مقتل عشرات الآلاف من سكان غزة، وهذا يُظهر مدى السوء الذي يعيشه العالم.
وأكد الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي على ضرورة “تشكيل تحالف عالمي لدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بمشاركة الدول المتحالفة في مختلف القارات”. وفي لقاء صحفي مشترك مع نظيره الكوبي ميغيل دياز كانيل في مجمع سعد آباد بطهران اليوم الاثنين، صرّح السيد رئيسي أن “هناك إرادة جدية لدى إيران وكوبا لتطوير العلاقات بينهما في مجالات الزراعة والتعدين والطاقة والكثير من المجالات الأخرى”.
إرادة جدية لتطوير العلاقات بين البلدين
وفي إشارة الى أن إيران وكوبا قد اقامتا تعاوناً ثنائياً جيداً للغاية مع بعضهما البعض بعد انتصار الثورة الإسلامية، رأى آية الله رئيسي أن زيارة الرئيس الكوبي الى إيران التي جاءت بعد 21 عاماً “بمثابة نقطة تحول في تطور العلاقات بين البلدين والشعبين” ، موضحاً أن “هناك العديد من النقاط المشتركة” بين البلدين.
وأوضح الرئيس الإيراني انه خلال زيارته الاخيرة الى كوبا، “أجرى مناقشات جيدة مع الرئيس الكوبي وتولت اللجنة المشتركة متابعة القضايا التي تهم البلدين”، مؤكدا أن هذا التعاون يمضي في مسير التطور والتوسع. كما اعتبر الرئيس الايراني أن تعزيز العلاقات الإيرانية-الكوبية كانت سبباً في تحييد العقوبات، موضحاً أن القاسم المشترك بين البلدين هو أنهما يقفان ضد نظام الهيمنة.
وأشار الى أن كوبا وقفت ضد التجاوزات الأمريكية لسنوات عديدة، مبيّناً أن مقاومة الشعب الكوبي وحكومته تستحق الثناء. واضاف اية الله رئيسي أن “أميركا تظن أنها تستطيع إيقاف بلداننا عبر فرض الحصار والعقوبات عليها، لكنها تسيء التقدير في ذلك”.
يأتي ذلك في وقت استقبل فيه السيد رئيسي رسمياً صباح اليوم الاثنين الرئيس الكوبي في المجمع الثقافي التاريخي في سعد آباد. وكان في استقبال الرئيس الكوبي حين وصوله الى طهران صباح اليوم الاثنين، وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي ورئيس اللجنة المشتركة للتعاون بين إيران وكوبا بهرام عين اللهي.
وقد توجه الرئيس الكوبي إلى طهران على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى بدعوة رسمية من رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وتعد هذه الزيارة الاولى لرئيس كوبي الى طهران بعد زيارة الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو قبل 22 عاما.
وبعد مراسم الاستقبال الرسمية، سيتم عقد لقاء خاص بين رئيسي البلدين واجتماع مشترك للوفود رفيعة المستوى وحفل التوقيع على وثائق ومذكرات التعاون، ومن ثم يعقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً مشتركاً لشرح نتائج المحادثات والمشاورات فيما بينهما.
خلال هذه الزيارة بالإضافة إلى اللقاء الرسمي مع آية الله رئيسي، سيلتقي ميغيل دياز كانيل أيضا ببعض المسؤولين الايرانيين رفيعي المستوى وسيزور معرض القدرات وآخر الإنجازات التكنولوجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك معهد باستور الذي يتعاون مع كوبا في مجالي الطب والصحة.
وبعد زيارة الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو في ايار/ مايو 2001، تعد هذه الزيارة الأولى لرئيس هذا البلد إلى إيران.
وفي حزيران/يونيو من هذا العام، زار الرئيس الايراني آية الله رئيسي هافانا في اطار جولة إقليمية لأمريكا اللاتينية بعد 12 عاما بدعوة رسمية من نظيره الكوبي حيث تم التوقيع على وثائق التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات من قبل مسؤولين رفيعي المستوى في البلدين.
المصدر: قناة المنار + وكالة ارنا