“الحساسية من كل شيء” هو أمر حقيقي تعاني منه السيدة يوهانا واتكينز، البالغة من العمر 29 عاماً، وهي التي تعيش في غرفة نومها لقرابة عام. وذلك لأنها تتحسس من التراب، والطعام والمواد الكيميائية ضمن أشياء أخرى كثيرة. بنى لها زوجها سكوت “منطقة آمنة”، حيث النوافذ مغلقة، وضوء الشمس يبقى خارجاً، والغرفة مغطاة بالبلاستيك.
ما زاد الأمر سوءاً أن يوهانا مصابة بالحساسية من أغلب الروائح البشرية، ومن ضمنها رائحة زوجها. لذلك فهو يعيش بعيداً عنها في غرفة بالأسفل.
تُعاني يوهانا من متلازمة تنشيط الخلايا الصارية Mast Cell Activation Syndrome، وحصلت على التشخيص الصحيح أخيراً بعد أن فشل 30 طبيباً في معرفة المشكلة.
الخلايا الصارية هي نوع من خلايا الدم البيضاء تفرز مواد كيميائية داخل أجسامنا، لتتحكم في جهازنا المناعي، لكن الخلايا الصارية في جسد يوهانا لا تعمل كما ينبغي لها؛ فهي تفرز موادها الكيميائية في الأوقات الخاطئة والأماكن الخاطئة، وشُخّصت أول حالة من متلازمة تنشيط الخلايا الصارية قبل 9 أعوام فقط، لذا لا نعرف الكثير عن هذه الحالة المَرَضية، لكن التقديرات تذهب إلى أن 1-15% من الناس ربّما يعانونها.
لكن بالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين بالمتلازمة، الحالة بسيطة وسهلة العلاج، لكن حالة يوهانا حادة لدرجة أنها لم تستجب لأي علاجٍ بعد. وتمتلك يوهانا على الأقل التكنولوجيا، لتؤنسها في وحدتها التامة داخل غرفتها: تقضي أيامها تتحدث بالهاتف، وتستخدم رسائل البريد الإلكتروني، وفي القراءة أيضاً، الوقت الوحيد الذي تغادر فيه غرفة نومها هو ميعاد زيارة الطبيب، لكنها تتعرض لألمٍ شديد عندما تفعل.
تقول يوهانا : “ما إن ينفتح الباب حتى أشعر بالأمر، جسدي يدخل في وضع الهجوم الكامل، أشعر بأن جسدي يشن حرباً على نفسه، يضيق حلقي تلقائياً”.
هناك القليل من الأطعمة التي يُمكن ليوهانا التهامها: لحم الضأن المطحون، واللحم المحمر، والخيار والجزر، كل يوم، يقضي زوجهاساعاتٍ في تحضير الوجبات ليوهانا، التي تأكل الأصناف ذاتها منذ عام.
يبقى سكوت ويوهانا متفائلين، رغم من ظروفهما الصعبة. يشرح سكوت: “يمكنني أن أشكو من الأمر أو ألا أريده، وهناك أوقات لا نرغب فيها أن لو كنا لم نمر بهذا بالطبع. لكن هذا ما لدينا”. وأضافت : “أشعر بالامتنان الشديد لمساعدة الجميع لي، ولحقيقة أنني نجوت، وعدت وحظيت بيوم آخر”.
المصدر: مواقع