شيعت جماهير فلسطينية اليوم الإثينن جثمان جنى زكارنة والتي استشهدت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين. وردد المشاركون في تشييع جثمان جنى زكارنة (16 عامًا) هتافات منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وتطالب بلجم الاحتلال وثنيه عن جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت الحي الشرقي من مدينة جنين، وأصابت مواطنين على الأقل واعتقلت ثلاثة آخرين، بينما الحقت اضرارا بعدد من المركبات المتوقفة وبأحد المحال التجارية، وسط مواجهات اندلعت بمنطقة “البيادر”.
وشارك مئات المواطنين، فجرا، في مسيرة غاضبة وحاشدة، تنديدًا بعملية إعدام الطفلة زكارنة. وانطلقت المسيرة من أمام مستشفى جنين، وجابت شوارعها، وردد المشاركون الهتافات المنددة بإعدام الطفلة زكارنة، والداعية إلى تعزيز الوحدة الوطنية للتصدي لجرائم الاحتلال وعدوانه المتواصل على أبناء شعبنا.
وتحدث ياسر زكارنة ابن خال الشهيدة:” جنى لم تبعد عن المنزل الذي اعتلاه الاحتلال سوى 50 مترًا، والاحتلال أطلق النار تجاه الشهيدة وهو يراها ويعلم أنها طفلة، حيث أطلق اتجاهها 14 رصاصة أصابت أربعة منها جنى”. ولفت إلى أن “النيابة العامة حصلت على الرصاص الفارغ ومقذوفاته وتشير التحقيقات أن الاحتلال هو الجاني”.
وأضاف ياسر، ” جنى وحيدة الأهل من البنات كما شقيقها الوحيد للعائلة التي لم تمتلك غيرهم وتصرفات الشهيدة جنى طفولية، مستغرباً من نفي الاحتلال جريمته ومحاولة تلفيق الجريمة للفلسطينيين كما حدث مع الصحفية شيرين أبو عاقلة “.
ودعا القيادة الفلسطينية إلى تحمل مسؤولياتها والقيام بدورها لأن الاحتلال يرتكب كل يوم جريمة بشعة، مستهجناً من حضور قيادة السلطة بيوت عزاء الشهداء في الوقت التي تتقاعس فيه من إيجاد حلول لإيقاف جرائم الاحتلال.
الاحتلال يقول إن الطفلة جنى زكارنة استشهدت “إثر خطأ في تحديد الهويّة”
وكشف جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الإثنين، عن التحقيقات الأولية في حادثة استشهاد جنى زكارنة في جنين الليلة المضية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان صحفي: “أظهرت التحقيقات الأولية أن الفتاة جنى زكارنة قد قُتلت برصاص الجيش الإسرائيلي بشكل عرضي في الوقت الذي كان فيه الجيش يُطلق النار على المسلحين المتمركزين على الأسطح في جنين”.
في حين ذكر موقع صحيفة معاريف أن: “تقديرات لدى الجيش الإسرائيلي بأن الفتاة الفلسطينية التي استشهدت في جنين أصُيبت بالخطأ بنيران قوات الجيش الإسرائيلي”.
في ذات السياق، أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “قناص يتبع للوحدة الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي التي اقتحمت جنين أمس هو من أطلق النار نحو الفتاة الفلسطينية البالغة من العمر 16 عامًا، الأمر الذي أدى إلى مقتل الفلسطينية على الفور”.
وبذلت قوات الاحتلال جهودا للتنصل من مسؤوليتها عن قتل الطفلة زكارنة، وزعمت أنها كانت على سطح أحد المنازل القريبة من المسلحين وقد تكون قُتلت برصاصهم. وقد تم نقل جثمان الشهيدة الطفلة زكارنة للتشريح في معهد الطب العدلي بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، حيث تبين أنها قتلت برصاص جنود الاحتلال.
وقال شهود عيان إنّ الطفلة الشهيدة أصيبت برصاص الاحتلال بينما كانت تتواجد على سطح منزلها وعثر عليها عقب انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة.
كانت قوات الإحتلال قد اقتحمت مساء أمس مخيم جنين. واعلنت سرايا القدس- كتيبة جنين، أنها اكتشف دخول «قوة خاصة» لمحيط مخيم جنين واستهدفتها بصليات كثيفة من الرصاص.
وأوضحت الكتيبة أن مقاوميها خاضوا اشتباكات عنيفة واستهدفو قوة لجيش الاحتلال بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة، وتابعت أن”مجاهديها استهدفوا الاحتلال في محيط أحد المنازل المحاصرة في «الحي الشرقي» بصليات كثيفة ومتتالية من الرصاص.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاومين من كتيبة جنين وقوات الاحتلال بعد اكتشاف قوة خاصة صهيونية تسللت لمخيم جنين”. واعتقلت قوات الاحتلال تعتقل الشاب ثائر أبو عمشة من الحي الشرقي لمدينة جنين، وأصابت شاباً آخر برصاصها داخل الحي.
ووصل عدد شهداء فلسطين منذ بداية عام 2022 حتى اليوم الاثنين، إلى 223 شهيداً، بينهم 166 في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، و52 في قطاع غزة، وخمسة آخرون من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
ووصل عدد الشهداء الأطفال منذ بداية العام الجاري حتى الآن 56 (39 في الضفة والقدس و16 في غزة و1 في الداخل) ، ومن بين الشهداء الأطفال 15 من جنين، آخرهم الطفلة جنى زكارنة، وعدد الشهيدات في فلسطين منذ بداية العام الجاري، 17 (8 في الضفة و9 في العدوان على غزة).
المصدر: المنار + يونيوز