الشائعات … سلاح المهزوم فاحذروا أن تكونوا الأداة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الشائعات … سلاح المهزوم فاحذروا أن تكونوا الأداة

الشائعات سلاح المهزوم فاحذروا أن تكونوا الأداة
الشائعات سلاح المهزوم فاحذروا أن تكونوا الأداة

ثائر الدر

مع التطور الملفت في تكنولوجيا الإتصالات والإنتشار الواسع والشامل لوسائل التواصل على إمتداد العالم، برز سلاح فتاك يمكن من خلاله الإستعاضة عن النار والبارود والوصول إلى الأهداف بأقل التكاليف والأعباء، ألا وهو سلاح الشائعات.

الإشاعة قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار وإحداث الأذى ما لم نتعامل معها كخبراء متفجرات قادرين على إبطال مفعولها، يمكن من خلال هذا السلاح تدمير أفراد وعائلات وكذلك مجتمعات وحتى تدمير دول، وهذا لا يحتاج لعدة وعديد أو جيوش, بل يحتاج لأفراد يخططون ويصدرون وينشرون ليصطادوا الضحايا الأبرياء وبعض المغفلين.

مصادر الشائعات

-المصدر الأول : غالباً ما يكون مصدر الشائعات التي تغزو مجتمعاتنا هو العدو، أصيلاً كان أم وكيلاً (داخلي وخارجي).
-المصدر الثاني : أحياناً تصدر الشائعات من بعض الأشخاص الذين يصح تسميتهم بقصيري النظر ممن يمعنون في تحليلات خاطئة للأحداث الجارية والأوضاع الأمنية بحيث يصلون لإستنتاجات متسرعة وغير واقعية تشكل إرباكاً وضرراً للشارع في معظم الأحيان.
-أما مصدر الشائعات الثالث فهو ابتلاء يومي يعاني منه مجتمعنا ويتمثل بالأشخاص المستهترين، ممن يفتقدون لأدنى إحساس بالمسؤولية ويهوون نشر تخيلاتهم وأخبارهم المفبركة لغايات يطغى عليها طابع التسلية أو الشهرة وإضاعة الوقت.

أهداف بث الشائعات

للشائعات ومصدرها عدة أهداف يمكن إختصار أهمها بالتالي :

-الهدف الأول: يكمن في إثارة الهلع وتوتير الساحة، ولعل أبرز مثال على ذلك هو الشائعات التي تنتشر من حين لآخر عن سماع دوي إنفجار في مكان ما ليتم نفيه لاحقاً أو خبر كاذب عن غارة لطائرات العدو الصهيوني، فضلاً عن شائعات السيارات المفخخة ذات المواصفات واللوحات المعلومة والتي يتم نسب مصدرها زوراً لجهات أمنية.
-الهدف الثاني: يتمثل في محاولة التأثير على معنويات الشريحة المستهدفة بهدف إضعافها، كالشائعات التي تتحدث عن أعداد كبيرة من شهداء وأسرى وحصار في جبهة ما ليتضح لاحقاً زيف الخبر وعدم صحته.
-الهدف الثالث: يعمد العدو في معظم الأحيان لبث الشائعات بغية الحفاظ على معنويات جمهوره وذلك من خلال نشر أخبار كاذبة عن إنتصارات مزيفة يدعمها بفيديوهات ومواد قديمة العهد أو مفبركة.
-الهدف الرابع : يهدف العدو أحياناً من خلال بث الشائعات إلى محاولة إلهاء الفئة المستهدفة بغية إبعاد الأنظار وتشتيت الإنتباه لتنفيذ مخطط ما في مكان آخر.
-الهدف الخامس: العزف على أوتار الفتنة وخصوصاً المذهبية هو من أهم أهداف شائعات العدو عبر ترويج تهم مزورة ومفبركة بحق الفئة المستهدفة من خلال نشر الأكاذيب للرأي العام، والمثال على ذلك هو ما جرى بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بيروت بتاريخ 14-2-2005 حيث تم فبركة دلائل (إتصالات – أسماء – تسجيلات – شهود زور) تصب كلها في خانة إلصاق التهم بمحور المقاومة.
-الهدف السادس : إختبار ردة فعل القاعدة الشعبية للفئة المستهدفة ومدى تأثرها بالشائعات، كالتهديد الذي أطلقه العدو الصهيوني في أيلول 2006 بقصف ساحة مهرجان الإنتصار في الضاحية الجنوبية.
-الهدف السابع : محاولة خلق شرخ بين القيادة والقاعدة الشعبية من خلال التشهير بالقيادة عبر ترويج أخبار كاذبة تمس أركانها، ولعل التهم المطبوخة والجاهزة التي تلصق بحزب الله من وقت لآخر من تجارة مخدرات إلى تبييض أموال وحماية سارقين ومطلوبين وصولاً لسرقات داخلية تعتبر أبرز مثال لهكذا أهداف.

الأدوات التي تساهم في ترويج الشائعات

1- وسائل إعلام العدو بكافة أقسامها (مرئية – مسموعة وغيرها من الوسائل).
2- بعض وسائل الإعلام الغير مسؤولة والتي تعتمد في معظم أخبارها مبدأ السبق الصحفي دون تدقيق مصدر الخبر أو متابعته مع المعنيين.
3- وسائل التواصل الإجتماعي خصوصاً تطبيق الواتس أب الذي برز مؤخراً كوسيلة إعلامية رئيسية بسبب سهولة توفرها في متناول أيدي الجميع، حيث يتم تسريب أي خبر كاذب من المصادر المذكورة أعلاه مع ضمان إنتشاره بالسرعة المطلوبة لأكبر شريحة ممكنة من الناس.
4- العميل المباشر الذي يعمل لبث الإشاعات المطلوبة منه في أي تجمع للناس كالمقاهي والسهرات وغيرها.
5- بعض الأشخاص البسطاء وذلك عبر إستغلال ثقافتهم الضعيفة ووعيهم المحدود وعدم قدرتهم على تحليل الأخبار مما يجعلهم يصدقونها ويساهمون في نشرها.

كيفية مواجهة ومحاربة الشائعات

بعد كل ما تقدم من شرح وتفصيل، يبقى السؤال الأهم هو كيفية مواجهة الشائعات والمساهمة في وقف إنتشارها، الجواب يكون بإتباع الخطوات التالية :
1- الإعتماد في أي خبر يصلنا على المصادر الرسمية والموثوقة فقط.
2- عدم المساهمة في إرسال أو التداول بالأخبار التي تفتقد المصداقية وغير المتبناة من قبل أي جهة رسمية موثوقة.
3- إبلاغ الجهات المعنية بأي خبر يصلكم من جهات غير موثوقة مع ذكر إسم الجهة المرسلة ليتم تتبع أثره.
4- بعد الحصول على الخبر الصحيح من الجهات الموثوقة يجب تعميمه وذلك كخطوة لوقف إنتشار الشائعة والرد عليها لإبطال مفعولها.

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك