ترامب..صيام عن الحرب وإفطار على “خواريف خليجية” – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ترامب..صيام عن الحرب وإفطار على “خواريف خليجية”

ترامب
امين ابو راشد

أطلقت السعودية صرخَتها، لإستقطاب العرب والخليجيين والمسلمين، في مجموعة قِمَم تُعقد بالتزامن في مكَّة المكرَّمة بنهاية الشهر الجاري، واجتهدت كالعادة، أن إيران هي وراء عملية تعطيل البواخر التي كانت راسية في مرفأ الفجيرة، وأن إيران مسؤولة أيضاً، عن العملية النوعية لطائرات بلا طيار قصفت أنابيب نفط في الداخل السعودي.

هذا ليس بمُستهجن عن  السياسة السعودية للعرش العائلي المُرتعِد دائماً، وحتى لو طارت طائرة ورقية في سماء الخليج فهي في القاموس السعودي إيرانية، والموضوع لا يستحق الحديث فيه أكثر، لأن كل القِمَم العربية والخليجية والإسلامية أنتجت حبراً على ورقٍ لا يُصلح سوى لصناعة طائرة ورقية.

لذلك، ورغم كل المناورات التحضيرية للحرب في الخليج، ورغم تحشيد البوارج، تنبَّه الأميركيون أنهم أخطأوا في تقدير قوة إيران، ليس فقط على المستوى التسليحي الدفاعي، بل بالحركة التي لا تهدأ لمئات الزوارق الإيرانية المُحَمَّلة بصواريخ “كروز”، والتي تجول في الخليج الفارسي ضمن الحدود المائية الإقليمية الإيرانية بذكاء المُنَاور المُحترف، خاصة أن إيران صنَّفت أية قوة أميركية في المنطقة على أنها إرهابية، ردَّاً على تصنيف الحرس الثوري الإيراني بالمنظور الأميركي أنه إرهابي.

ورغم الغليان الحاصل بحراً وبراً وجواً، فإن أميركا تتهيَّب الآتي الأعظم في حال ارتكبت حماقة “الإطلاقة الأولى”، ودول الخليج على حقّ في إبداء تخوّفاتها، من التداعيات التي تقودها إليها السعودية في مواجهة غير محمودة العواقب، ونتانياهو على حماقته مُغتبط، ربما لأنه يتوقَّع أن كيانه سيكون بعيداً عن الثُبُور وعظائم الأمور.

الى الآن، لا مؤشرات حرب، وكل الفرقاء يُصرِّحون علناً باستبعاد حصولها، طالما أن ترامب متى صام عنها، فهو سيفطر كالعادة على أموال خواريف الخليج الذين استدعتهم السعودية لهذه الغاية الى قِمَّة مكَّة، للمساهمة في “إفطار” ترامب ثمن “دعم العروش”، خاصة أنه وَقِح بالمُطالبة العلنية.

صيام عن الحرب لأن ترامب أفطَر، هو الإحتمال الأقرب والأكثر واقعية، لأن زيارة الرئيس السويسري “أولي ماورر” الى واشنطن منذ أسبوع، وزيارة وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي الى طهران، قد ترسمان المرحلة القادمة.

أولاً، الرئيس السويسري كان العراب والوسيط الدولي الأول، في المحادثات التمهيدية غير المباشرة بين طهران وواشنطن، وصولاً الى الإتفاق النووي مع إيران، وهو ما زال يقوم بدور الحفاظ على هذا الإتفاق بإسم أوروبا الرافضة لمبدأ إنسحاب أميركا منه.

ثانياً، وزير الخارجية العُماني، كان العراب والوسيط الإقليمي الأول بل الأوحد للإتفاق النووي الإيراني، من خلال سعيه لطمأنة الجوار الخليجي، أن من مصلحة الجميع مباركة هكذا اتفاق بدلاً من استعداء إيران، لكن أميركا تشاء لهم رؤية إيران كديموقراطية ثورية شعبية، أنها الخطر الأكبر على العروش العائلية.

ثالثاً وأخيراً، فإن الدور المُشترَك بين الرئيس السويسري ووزير الخارجية العُمَاني، لا يرتبط فقط بالإتفاق النووي الإيراني، ولا بورقة مطالب الأوهام التي تشترطها واشنطن على إيران، والمرفوضة من إيران حكومة وشعباً ولو استمرّ الحصار الأميركي الظالم عشرات السنوات، إنما  منع إندلاع شرارة حرب ستدفع أوروبا جزءاً من أثمانها مع احتمال ارتفاع أسعار النفط الى نحو 300 دولار، ويتضرر تنفيذ الإتفاقات التجارية والصناعية الأوروبية – الإيرانية، وتؤثر على اقتصاد عدة دول خليجية. ومَهَمَّة “ماورر” و “علوي” المشتركة إذا بَدَت صعبة نتيجة الحشد العسكري في الخليج، فهي ليست مُستحيلة، طالما أن إفطار ترامب قد حقَّقته “لينكولن” بإستعراضاتها الفارغة..

المصدر: موقع المنار

البث المباشر