ماذا بقي من داعش بعد مقتل الشيشاني ؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ماذا بقي من داعش بعد مقتل الشيشاني ؟

عمر الشيشاني وإلى جانبه أبو محمد العدناني في اصدار كسر الحدود
عمر الشيشاني وإلى جانبه أبو محمد العدناني في اصدار كسر الحدود
أحمد فرحات

قليلة هي المرات التي يعلن فيها داعش بشكل رسمي عن مقتل قادته، فالإعلان عن مقتل قائده العسكري عمر الشيشاني شكل فرقاً، وجاء من خلال وكالة اعماق التابعة رسمياً للتنظيم، ما أعطاه زخماً إضافياً. فهذا الرجل شكل محور الحراك العسكري للتنظيم، منذ بدايات دخوله إلى سوريا من العراق.

وفقد داعش بعد مقتل الشيشاني أحد أبرز قادته والمقربين من زعيمه أبو بكر البغدادي، والعمود العسكري لهذا التنظيم، خصوصاً مع ما يمتلكه من تأثير على المقاتلين الأجانب من غير العرب، حيث يشكل الطاجيك والأوزبك والشيشان والقرغيز الجزء الأكبر من قوات النخبة في داعش، كما للشيشاني مكانته لدى معظم المسلحين.

ظهر الشيشاني إعلامياً قبل عامين، في إصدار حمل عنوان “كسر الحدود”، حيث اعتلى جرافة، وازال ساتراً ترابياً عند الحدود بين سوريا والعراق، حيث وقف إلى جانبه المتحدث بإسم التنظيم أبو محمد العدناني.

مناصب عديدة تبوأها الشيشاني: أمير ديوان الجند، آمر الكتائب الخاصة، وزير الحرب، وعرف بالقائد العسكري العام للتنظيم.

وصل إلى سوريا عام 2012، حيث استقبلته حركة أحرار الشام، التي كانت تستقطب في تلك الفترة المقاتلين الشيشان، ومنهم “كتيبة الإمام البخاري”، وأصبح بعدها قائد “جيش المهاجرين والانصار”، قبل أن يعلن مبايعته لداعش. وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، فإن الشيشاني أشرف في مراحل سابقة على قيادة سجون “داعش”، التي احتجز فيها أيضاً الرهائن الأجانب، وشارك في إدارة الشؤون المالية للتنظيم.

مقتل الشيشاتي جاء في خضم حالة تراجع عسكري يشهدها تنظيم داعش، وخسارته العديد من المناطق في العراق وسوريا، ومقتله سيؤدي حتماً إلى تراجع في معنويات المقاتلين، خصوصاً وانه قتل على أبوب مدينة الموصل، خلال عمليات الجيش العراقي الهادفة إلى تحريرها، في قضاء الشرقاط، بمحافظة صلاح الدين.

وخسر داعش في الآونة الأخيرة العديد من قادة الصف الأول، أبرزهم الرجل الثاني في التنظيم عبد الرحمن القادولي الملقب بـ “أبو علي الأنباري”، ومحمد أحمد سلطان البجاري (نائب عمر الشيشاني(، بالإضافة إلى العديد من القيادات البارزة “ماهر البيلاوي” ( قائد عسكري قتل في معارك الفلوجة)، مصطفى ظافر الناصري التكريتي “ابو الحسن العراقي”، “شاكر وهيب الفهداوي” وغيرهم.

وبحسب تقارير اعلامية، فإن داعش فقد 40  قائدأً مؤسساً من أصل 43، ما ادى إلى إفراغه من قياداته التاريخية والمؤسسة، ومن بقي من هذا الرعيل 3 هم:

– السوري أبو محمد العدناني الناطق باسم داعش.

– السعودي طارق الجربا الملقب بـ “ابو محمد الشمالي”، وهو مسؤول الحدود في التنظيم، والمسؤول عن تهريب المسلحين عبر الحدود التركية إلى سوريا.

– العراقي إياد حامد الجميلي: مسؤول الأمن في تنظيم داعش ومن المقربين من البغدادي، والمسؤول عن تنفيذ الإعدامات الهوليودية لداعش، والتي تشبه بمعظمها الاعدامات التي يقوم بها نظام صدام حسين، كون الجميلي عمل بالجهاز الأمني لدى النظام السابق.

وتحدثت العديد من الانباء عن خيانة في صفوف داعش، أدت إلى اختراق في بنيته الأمنية، مما أسفر عن مقتل العديد من القادة وآخرهم الشيشاني، رغم ما يبديه هذا التنظيم من تشدد في هذا الأمر.

وقدم إلى سوريا والعراق العديد من الشيشانيين ليقاتلوا إما في صفوف داعش، أو في صفوف الجماعات المسلحة الأخرى، وبعضهم قتل على يد الجيش السوري، آخرهم القائد العسكري لأجناد القوقاز “آدم الشيشاني”، فيما يتوارى عند الأنظار صلاح الدين الشيشاني (الذي استلم قيادة جيش المهاجرين والأنصار بعد عمر الشيشاني)، وأبو الوليد مسلم الشيشاني ( قائد جماعة جنود الشام في سوريا).

وبقي لدى داعش عدد محدود من القادة الشيشانيين أبرزهم المدعو “ابو جهاد الشيشاني”، والذي اشتهر في شهادات له ضد جبهة النصرة، بما عرف “المباهلة”، بعد الخلاف المشهور بين الجماعتين.

يمر تنظيم داعش في أسوأ مرحلة له منذ الإعلان عن دمج فرعي القاعدة سابقاً في العراق والشام في نيسان / ابريل من العام 2013، حيث انتقلت المعركة إلى داخل معاقله الاساسية في العراق، وبات وضعه في سوريا على المحك. وأمام هذا الواقع، فإن هذا التنظيم قد يلجأ إلى المزيد من العنف للتخفيف من تأثير الخسارة الكبيرة التي مني بها بمقتل الشيشاني، والقيام بعمليات عسكرية ثأرية في أكثر من منطقة، في محاولة منه لشد عصب مسلحيه ورفع معنوياتهم المتراجعة اصلاً بسبب الهزائم العسكرية الأخيرة.

نبذة عن عمر الشيشاني:

– اسمه الحقيقي طرخان تيمورازوفيتش باتيرشفيلي، ولد عام 1968 في قرية بيركياني، إحدى القرى الست الواقعة في ممرات وادي بانكيسي شمال شرقي جورجيا.

– أدى الشيشاني الخدمة الإلزامية في الجيش الجورجي بين عامي 2006-2007. وبعد أن أنهى خدمته انضم في بدايات عام 2008 إلى الجيش الجورجي رقيبا في كتيبة الرماة.

– شاركّ الشيشاني في الحرب الروسية الجورجية في إقليم أبخازيا، وتدرب على أيدي ضباط من الولايات المتحدة ورُقِّي الى رتبة رقيب بعد تلك الحرب. عمل مدة مع وحدة النخبة في الاستخبارات الجورجية التي تدعى “سبيتزناز”.

– سجن في جورجيا بتهمة شراء وتخزين السلاح لفائدة المقاتلين الشيشان، وأطلق سراحه بعد مضي 16 شهرا من مدة عقوبته (ثلاث سنوات) بسبب تدهور حالته الصحية.

– اعلنت وكالة اعماق التابعة لداعش بتاريخ 13-7-2016 مقتل الشيشاني في قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين في العراق.

المصدر: خاص

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك