الصحافة اليوم 11-07-2016: وزير الخارجية الفرنسي في بيروت ..وهجوم الانتحار على طريق كاستيلو – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 11-07-2016: وزير الخارجية الفرنسي في بيروت ..وهجوم الانتحار على طريق كاستيلو

الصحف المحلية

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين 11-07-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت لبيروت اليوم وغداً، ولقائه مسؤولين سياسيين واقتصاديين ودينيين بالاضافة الى مسؤولين أمميين في بيروت معنيين بملف اللاجئين السوريين، واقليميا ملحمة الملاح يختصر المشهد السوري، حيث نجح الجيش والحلفاء بتحويل المزارع المفتوحة إلى ميدان لحرب دبابات ومساحة لحركة مريحة للطيران الحربي والمدفعية والصواريخ مع سقوط خسائر كبيرة للفصائل المقاتلة.

السفير:

بري للأميركيين: المنطقة ستشتعل إذا سرق الإسرائيلي غازنا
القصة الكاملة للنفط من بيروت إلى واشنطن
عماد مرمل
جريدة السفيروتحت هذا العنوان كتبت السفير كثيرة هي السيناريوهات والروايات التي حيكت حول تفاهم عين التينة النفطي، أما الحقيقة فلا يعرفها سوى الرئيس نبيه بري ومعاونه السياسي علي حسن خليل، والعماد ميشال عون ووزيره «فوق العادة» جبران باسيل.
لكن هذا التفاهم على أهميته، ليس سوى البداية.. لا النهاية.
في الداخل، يتعين على «ناقلة» الحلم النفطي ان تعبر ممرات اللجنة الوزارية المعنية، ومجلسي الوزراء والنواب، قبل ان تبدأ رحلتها الطويلة والشاقة في قعر المياه اللبنانية، نحو آبار الغاز..
أما النصف الآخر من «الفتوحات النفطية» المنتظرة، فيتوقف على إنجاز عملية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، وتحديدا في المنطقة البحرية المتنازع عليها والتي تبلغ مساحتها قرابة 850 كلم2، حيث تبين بالوقائع العلمية ان لبنان يملك في هذه المنطقة كميات كبرى من النفط والغاز، وتحديدا في البلوكين 8 و9 الواقعين في مرمى الاطماع الاسرائيلية.

وإذا كانت بيروت قد انتزعت من الموفد الاميركي السابق فريدريك هوف اعترافا بسيادتها على قرابة 90 في المئة من مساحة الـ850 كلم2، إلا ان مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الطاقة الذي حلّ مكانه، آموس هوكشتاين، بدا أقل مرونة في مقاربة الحق اللبناني، وأكثر انحيازا الى الطرح الاسرائيلي.

ومع ذلك، فان الاتجاه السائد لدى الدولة اللبنانية يتجه نحو عدم الربط بين مسارات الترسيم والعرض والتلزيم، بحيث يتم عرض البلوكات الجنوبية 8 و9 و10، من ضمن تلك التي ستعرض، وفي حال ابدت الشركات الدولية اهتماما بالاستثمار فيها، وفق اسعار جيدة، يجري إبرام عقود معها، على ان تخضع «خطوط التماس» النفطية مع اسرائيل الى مقاربة خاصة، في انتظار إتمام ترسيم الحدود البحرية.
وقد تلقى الاميركيون، خلال الأشهر الماضية، إشارات لبنانية واضحة مفادها ان أي لعب بالنفط هو كاللعب بالنار، وبالتالي ان «أي خطأ اسرائيلي في التعامل مع حقوقنا قد يجر الى حرب، من شأنها ان تهدد بإشعال المنطقة».
تبدو المعادلة واضحة، بالنسبة الى بري الذي يختصرها كالآتي: «لن نقبل باستحداث مزارع شبعا بحرية في مياهنا.»

وفيما يصر لبنان على رفض أي تفاوض سياسي مباشر مع العدو الاسرائيلي، لتسوية النزاع الحدودي، عُلم ان بيروت قد اقترحت على الاميركيين، عبر هوكشتاين، مبادرة ترمي الى إعادة إحياء دور لجنة تفاهم نيسان، التي كانت تضم ضابطا لبنانيا وضابطا اسرائيليا وثالثا من «اليونيفيل»، على ان تتولى هذه اللجنة انهاء مشكلة الحدود البحرية بالاستعانة بخبراء تقنيين كما جرى في موضوع ترسيم الحدود البرية (الخط الأزرق)، ولا مانع لدى لبنان من متابعة الأميركيين لهذا المسار.

ويمكن اثناء التفاوض تلزيم شركات دولية حيادية للبلوكات الحدودية الجنوبية، في حال توافر الشروط المناسبة، مع عدم التصرف بموارد الجزء المتنازع عليه في البلوكين 8 و9، الى حين إنجاز الترسيم.
وأثناء الزيارة الاخيرة التي قام بها هوكشتاين الى بيروت، عقد اجتماعا ساخنا مع بري الذي باغته بالقول: أنا أعرف الكثير عنك، بما في ذلك أنك تمضي معظم إجازاتك في اسرائيل..
كانت هذه الإشارة كافية، لإيصال رسالة الى الزائر الاميركي الذي حاول ان يتشاطر قدر الامكان على المطالب اللبنانية، فأكد له رئيس المجلس انه ليس واردا لديه التخلي عن كوب ماء من البحر اللبناني «تماما كما انني لا أطمع في كوب واحد من مياه البحر الفلسطيني المحتل».

ونبه بري ضيفه الى خطورة الموقف، قائلا له: باسمي وباسم «حزب الله»، أؤكد لك اننا لا نريد نشوب حرب مع اسرائيل، لكن النزاع على النفط والحدود ربما يتسبب في اندلاعها، فانتبهوا..
قصة «التفاهم»
في هذا الوقت، تمكن لبنان من تحسين موقعه التفاوضي، عبر تفاهم عين التينة الذي سبقه مخاض عسير وطويل.

كان بري يلح على الوزير جبران باسيل، خلال توليه وزارة الطاقة، ان يستعجل في عرض البلوكات النفطية العشرة، «بغية حماية حقوق لبنان البحرية والنفطية عند الحدود مع فلسطين المحتلة»، تاركا له حرية اختيار عدد البلوكات التي سيتم تلزيمها للشركات تدريجيا. لكن باسيل كان يرفض طرح العشرة، دفعة واحدة، خصوصا انه لم تكن بحوزته معطيات جازمة، آنذاك، حول وجود محتوى غازي كبير في البلوكات الجنوبية المحاذية للكيان الاسرائيلي.

تكررت محاولات بري لإقناع باسيل بنظرية «الطوابق العشرة»، على قاعدة انه عندما يتم الانتهاء من تشييد مبنى جديد، تُعلق في العادة عند مدخله لافتة يكتب عليها: «للبيع او الإيجار»، من دون استثناء أي من الطوابق، وعندما يأتي الزبون، يختار الطابق الذي يعجبه ثم يحصل تفاوض معه حول السعر ويكون القرار الأول والأخير لصاحب المبنى.
لم ينجح بري طيلة ثلاث سنوات في إقناع باسيل بتسييل هذه القاعدة نفطيا.. ومع استمرار المراوحة، بدأ رئيس المجلس يرتاب في أبعاد تصلب وزير الطاقة آنذاك.

أصيب الملف بجمود عند هذا الحد، وأصبحت طريق المرسومين النفطيين الى طاولة مجلس الوزراء غير سالكة وغير آمنة، بفعل رصاص القنص السياسي.
مرت الايام الضائعة والمهدورة، ثقيلة الوطأة، الى ان طلب وزير الطاقة الحالي آرتور نظاريان لقاء بري مؤخرا.
وصل نظاريان الى عين التينة متأبطا الخرائط، يرافقه أعضاء هيئة إدارة قطاع البترول. على الفور، خاطب نظاريان رئيس المجلس قائلا: «لقد تبين انك كنت على حق يا دولة الرئيس عندما أكدت منذ سنوات وجود مكامن نفطية لبنانية في أقصى الجنوب، متداخلة مع المياه الفلسطينية المحتلة».

ثم ما لبث وزير الطاقة ان فَرَد على الطاولة خريطة مزدحمة بالألوان، فيما تولى أحد أعضاء الهيئة شرح مضمونها والفارق بين لون وآخر.
ترك بري مقعده، وجلس على الكنبة المحاذية، قبالة الخريطة، وراح يدقق فيها، حيث تبين له ان اللون الداكن يغطي جزءا واسعا منها، وهو اللون الذي يؤشر الى المكامن الجنوبية الحدودية، المثبت بشكل نهائي، انها غنية بالغاز، وفق مسح أجرته خلسة احدى الشركات الدولية المتخصصة، فيما يرمز اللون الفاتح الى النقاط التي من المحتمل انها تحتوي كميات من الغاز.
بعد أيام، انعقدت جلسة الحوار الوطني في عين التينة، فانتهز بري الفرصة ليدعو الرئيس تمام سلام، خلال دردشة جانبية، الى الاسراع في عقد جلسة لمجلس الوزراء، يكون المرسومان النفطيان على جدول أعمالها.

استغرب سلام الطلب، وقال لبري: ألا تكفيني مصائبي، حتى اضيف واحدة جديدة اليها.

حاول بري ان يشرح لرئيس الحكومة سريعا ان هناك تطورا إيجابيا طرأ على الملف، ناصحا إياه بان يتشاور في الامر مع الوزراء باسيل وخليل ونظاريان الذين كانوا مشاركين في جلسة الحوار.
لم يبد سلام حماسة فورية لاقتراح بري، مشترطا حصول توافق سياسي حول المرسومين النفطيين بين رئيس المجلس والعماد ميشال عون، قبل التئام أي جلسة بترولية للحكومة.

لاحقا، ابلغ خليل رئيس المجلس ان باسيل يرغب في لقائه. على الفور، ألغى بري موعدا كان محددا في اليوم التالي، ليتسنى له مقابلة وزير الخارجية، طالبا من معاونه السياسي ان يقترح على باسيل ان يأتي بثياب «سبور»، حتى لا يتخذ الاجتماع طابعا رسميا، لا سيما وان الحصيلة السلبية للقاءات السابقة دفعته الى التعاطي بحذر مع الزيارة المفاجئة.
حطّ باسيل في عين التينة مزودا بخرائط تفصيلية، فيما توقف بري عند نتائج المسوحات التي أثبتت صوابية توقعاته بامتلاك لبنان مكامن غازية مشتركة مع كيان الاحتلال، وتحديدا في البلوكين 8 و9 وهما الاكثر عرضة لخطر السرقة الاسرائيلية.

وتوجه بري الى ضيفه قائلا: كل ما أطلبه هو ان نتفق على عرض البلوكات العشرة، وبعد ذلك، لست معنيا بعملية التلزيم، ومن أين تبدأ واين تنتهي.. ربما يتقرر في المرحلة الاولى تلزيم ثلاثة بلوكات او اثنين او واحد، هذا ليس شأني، بل شأن وزارة الطاقة وهيئة القطاع.

حاول باسيل ان «يأخذ ويعطي» في هذا الجانب، على مدى قرابة ساعة من الوقت، لكن رئيس المجلس بدا متمسكا باقتراحه قائلا: تحملت كثيرا وصبرت طويلا.. يجب أن ننتهي من القصة، حتى نحمي ثروتنا في المكامن الجنوبية من التهديد الاسرائيلي الداهم، وأضاف: إذا تقرر عرض البلوكات العشرة ينبغي ان تكون بلوكات الجنوب الثلاثة من ضمنها، وإذا تم عرض خمسة ينبغي ان تكون البلوكات الجنوبية بينها، وإذا جرى عرض اثنين، فان الاولوية تبقى لبلوكين جنوبيين ونضيف اليهما الجنوبي الثالث.. أنا لا أشترط ان يبدأ التلزيم العملي من البلوكات الجنوبية، هذا ليس اختصاصي، ما يهمني ان تكون مشمولة بالعرض لنقطع الطريق على أي قرصنة اسرائيلية.

وعندما همّ باسيل بالمغادرة، توقف للحظات عند باب الغرفة متوجها الى بري بالقول: «ما دمنا قد اتفقنا على ملف النفط، فماذا عن الملف الآخر والذي لا يقل أهمية»؟
بري: عن أي ملف تتكلم؟
باسيل: رئاسة الجمهورية..
بري: «عدس بترابو، وكل شي بحسابو»..
.. وبعد أيام، حل عون ضيفا على عين التينة.

وفي الموضوع السوري كتبت السفير :

الجيش يعلن تهدئة وهولاند يطالب بضرب «النصرة»
هجوم الانتحار على طريق كاستيلو

صدمة كبيرة تلقتها الفصائل المسلحة بعد سيطرة الجيش السوري والفصائل التي تؤازره على طريق كاستيلو شمال حلب الذي كان يمثل آخر المنافذ التي تصل مناطق سيطرة المسلحين بالريف المفتوح على تركيا. ردة فعل الفصائل المسلحة وصفتها مصادر عديدة مؤيدة ومعارضة بأنها «انتحارية» انتهت بمقتل ما يزيد عن مئة مسلح نشرت أسماء نحو 75 منهم بينهم قياديون، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 200 آخرين، وفق مصدر معارض، تم نقل معظمهم إلى مدينة اعزاز وإلى مستشفيات في الجانب التركي.

وجاء ذلك في وقت حذر فيه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في نهاية اجتماع في وارسو، مع عدد من القادة أبرزهم الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من أن يؤدي إضعاف تنظيم «داعش» في سوريا إلى تعزيز فصائل متطرفة أخرى مثل «جبهة النصرة»، مطالبا واشنطن وموسكو بأن تستهدفا في غاراتهما أيضا هذا الفرع السوري لتنظيم «القاعدة».

وأعلنت القيادة العسكرية السورية تمديد التهدئة على كامل الأراضي السورية 72 ساعة أخرى بعد أن أعلنت التهدئة الأولى في اليوم الأول من عيد الفطر من دون أن تشمل هذه التهدئة مواقع سيطرة كل من «داعش» و «جبهة النصرة»، حيث وقعت معارك عنيفة في الوقت ذاته شرق مدينة تدمر وسط سوريا بعد هجمة نفذها مسلحو تنظيم «داعش» قتل خلالها طياران روسيان أسقطت حوامتهما من طراز ام آي- 25 الجمعة ليرتفع العدد الرسمي للجنود الروس الذين قتلوا في سوريا منذ بدء العمليات الروسية في أيلول من العام الماضي إلى 12 جنديا.

في حلب، حاولت فصائل مسلحة عديدة أبرزها «أحرار الشام» و «حركة نور الدين الزنكي» و «فيلق الشام» وفصائل أخرى الهجوم على مواقع الجيش السوري في مزارع الملاح تحت قيادة «جبهة النصرة» من ثلاثة محاور ( الجنوبي والغربي والشرقي) حيث وقعت معارك عنيفة استمرت أكثر من 10 ساعات وفق مصدر عسكري.

وبدأ الهجوم بتفجير 6 سيارات مفخخة تبعها قصف عنيف على مواقع الجيش السوري ومحاولات تقدم إلى هذه المواقع ردت عليها قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره بعنف. كما شارك سلاحا الجو الروسي والسوري في قصف مواقع الفصائل المهاجمة الأمر الذي أدى إلى «محرقة كبيرة في صفوف المهاجمين» وفق تعبير مصدر ميداني تحدث إلى «السفير».

أثناء الهجوم، نشرت قناة «الجزيرة» القطرية خبرا مُضَلِّلا عن سيطرة الفصائل على طريق كاستيلو وإعادة فتحه الأمر الذي دفع مجموعات مسلحة عدة إلى التوجه إليه سعيا للخروج من مدينة حلب، فقامت قوات الجيش السوري باستهداف هذه السيارات بالقذائف الحرارية ما أدى إلى مقتل كل من كان فيها، الأمر الذي تسبب بردة فعل غاضبة في أوساط الفصائل والمعارضِين، فشن ناشطون حملة إعلامية ضد القناة القطرية عمت مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم «الجزيرة تكذب».

ولم يكد هجوم الفصائل المسلحة يفشل، حتى أعلنت «جبهة النصرة» انسحابها من هذه المعارك لأسباب «عسكرية» وفق وصفها، الأمر الذي أعاد الهدوء إلى هذه الجبهة التي يُحكِم الجيش السوري سيطرته عليها، ويقطع ناريا طرق إمداد المسلحين.

ويسيطر الجيش السوري على مزارع الملاح والجرف الصخري المطل على نقطة الكاستيلو على بعد أقل من 400 متر، ما يمكنه من قطع الطريق ناريا في الوقت الحالي في انتظار استكمال التقدم وبسط السيطرة بشكل كامل على هذه النقطة وهو ما يلزمه بالسيطرة على مرتفع الشويحنة بالإضافة إلى نقاط أخرى متقدمة في محيط الطريق لضمان قطع جميع الخطوط بين أحياء مدينة حلب والريف الشمالي من جهة، وتأمين مواقع سيطرة الجيش السوري من جهة أخرى، خصوصا أن مواقع الجيش السوري مكشوفة من ثلاثة محاور، ما يعني قابلية تعرضها لهجمات عديدة مستقبلا في حال لم يتم تأمين مواقع السيطرة عن طريق إحكام السيطرة على المرتفعات والتمدد إلى نقاط متقدمة.

وفي وقت اكتفت فيه «جبهة النصرة» بإعلان أن سبب انسحابها «عسكري» من دون توضيحات أخرى، أكدت مصادر ميدانية ومعارِضة متقاطعة أن الفصائل المهاجمة فوجئت بردة فعل القوات المدافعة، الأمر الذي غَيَّر من مسار الهجوم من محاولات لاستعادة السيطرة على مزارع الملاح وفتح طريق كاستيلو إلى محاولة إشعال الجبهات سعيا لفتح ثغرات لإخراج عدد من القياديين المحاصَرين داخل أحياء مدينة حلب، وهو ما حدث بالفعل حيث حاول عدد من القياديين مغادرة مدينة حلب، إلا أن معظمهم قُتلوا في استهدافات نفذتها قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها لعربات حاولت الخروج من المدينة.

كذلك، ذكرت مصادر معارضة أن اجتماعات مكوكية تعقدها الفصائل المسلحة لبحث قضية طريق كاستيلو وطرق استرجاع الطريق أو فتح ثغرات لإخراج من يمكن إخراجه من مدينة حلب «في أسوأ الاحتمالات». وذكر مصدر ميداني معارِض أن الحديث يجري في الوقت الحالي عن نقل فصائل من الحزب الإسلامي التركستاني تقاتل على جبهة ريف حلب الجنوبي إلى هذه المنطقة، أخذا بالاعتبار «خبرة التركستان في هذا النوع من المعارك، بالإضافة إلى كونهم استعادوا مزارع الملاح من قبضة الجيش السوري بعد هجوم نفذه الجيش العام الماضي»، إلا أن هذه المداولات ما زالت قيد الدراسة في الوقت الحالي.

بالتزامن مع اشتعال جبهة ريف حلب الشمالي، كثفت الفصائل المتمركزة داخل أحياء المدينة قصفها للأحياء التي تسيطر عليها الحكومة والمكتظة بالسكان، ما تسبب بسقوط مئات الضحايا قَدَّرها مصدر طبي تحدث إلى «السفير» بأكثر من 50 مدنيا بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 350 شخصا آخرين. وطالت القذائف الصاروخية معظم الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة في وقت متزامن أطلقتها الفصائل من مواقع سيطرتها، كذلك تصدت قوات الجيش السوري لهجوم في محيط قلعة حلب من دون أية تغيرات في خريطة السيطرة.

الجديد في قصف حلب هذه المرة استعمال المسلحين للمرة الاولى في سوريا، صواريخ من نوع 9M27K تطلق من راجمات أورَغان الروسية الصنع، وهي صواريخ تتميز برؤوس حربية عنقودية الأمر الذي يفسر الدمار الكبير الذي ألحقته هذه الصواريخ في مواقع سقوطها، بالإضافة إلى العدد الكبير للضحايا. وترجح مصادر متطابقة أن تكون هذه الصواريخ قد دخلت سوريا مطلع العام الحالي عن طريق تركيا بهدف استعمالها في حال حوصرت الفصائل المسلحة داخل أحياء مدينة حلب. كذلك يتقاطع استعمال هذه الصواريخ مع التصريحات العديدة التي اطلقتها روسيا مطلع العام الحالي حول «ورود معلومات دقيقة عن إدخال أسلحة إلى الفصائل المسلحة قادمة من تركيا». رغم ذلك، يتابع الجيش السوري والفصائل التي تؤازره إتمام العملية العسكرية الأهم بالنسبة لمدينة حلب بانتظار الانتقال إلى الخطوة التالية بعد تأمين «طوق المدينة» عبر التضييق على المسلحين الموجودين داخل حلب للوصول إلى تسوية تقضي بإخراجهم وفق سيناريو حمص لإعلان مدينة حلب خالية من المسلحين.

النهار:

إيرولت لـ”النهار”: على اتصال بإيران والسعودية ومن مصلحة الجميع إنهاء الأزمة الرئاسية

صحيفة النهاروكتبت النهار ،في ظل العنوان الابرز الذي يحكم المرحلة الراهنة وهو “مكانك راوح”، على رغم كل مسحات التفاؤل لدى البعض بإمكان انهاء الازمة الرئاسية في آب أو في تشرين الاول المقبلين، ثمة ثلاث محطات هذا الاسبوع قد تعيد تحريك العجلة السياسية بعد جمود فرضته عطلة عيد الفطر وتأجيل الاستحقاقات. لكنها لا توحي جميعها بامكان تحقيق خروقات كبيرة على مستوى الملفات المعلقة. أما الجلسة الـ 42 لانتخاب رئيس للجمهورية الاربعاء، فلا تحتسب ضمن هذه السلة اذ انها استمرار للشغور ولا تدفع في اتجاه أي بلورة للحل أو توحي بتقدم حقيقي في هذا الملف.
وتتمثل المحطة الاهم في زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت لبيروت اليوم وغداً، ولقائه مسؤولين سياسيين واقتصاديين ودينيين بالاضافة الى مسؤولين أمميين في بيروت معنيين بملف اللاجئين السوريين. لكن ما بات واضحاً ان الوزير الفرنسي لا يحمل مبادرة واضحة أو بذور تسوية اقليمية يسعى الى التحضير لها، بل يركز على استمرار الاهتمام الفرنسي بلبنان، وسعيه الى اقناع اطراف الداخل بالاتفاق على لبننة الاستحقاق تمهيداً لاقناع الاطراف المؤثرين في الخارج بـ”مباركة” اتفاق الداخل.

وعشية زيارته، تحدث الوزير ايرولت الى مراسل “النهار” في باريس سمير تويني، فقال انه “من الملح التوصل الى حل للازمة المؤسساتية التي تنخر لبنان، وتقع مسؤولية حل الازمة على الجهات السياسية اللبنانية مع دعم شركاء لبنان الإقليميين. وفرنسا على اتصال دائم بايران والمملكة العربية السعودية، وهي تشدد دائماً لديهما كما مع جميع محاوريها وشركائها على ضرورة إنهاء الازمة في لبنان. وقد أجريت محادثات معمقة مع ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ونظيري الايراني محمد جواد ظريف. ويتعين على جميع الجهات الفاعلة ان تدرك ان من مصلحتها إنهاء الازمة، مما سيضع حداً للفراغ الرئاسي ويتيح للمؤسسات اللبنانية استئناف عملها. ويجب عزل حل الازمة في لبنان عن المسألة السورية”.
ولاحظ ايرولت ان “عملية الانتخاب معرقلة حالياً، وخصوصاً لأن البعض يمنع إجراءها. لذا أوجه رسالة عاجلة الى جميع الاطراف اللبنانيين لكي يجتمعوا ويتيحوا إبرام اتفاق يشمل أوسع طيف ممكن تمهيداً لإنهاء الازمة سريعاً، وانتخاب رئيس واستئناف عمل المؤسسات بصورة طبيعية”.

مجلس الوزراء
وقبيل مغادرة الضيف الفرنسي بيروت الثلثاء، يعقد مجلس الوزراء جلسته الاولى لهذا الاسبوع، وهي مخصصة للبحث في الوضع المالي وسيعرض خلالها وزير المال علي حسن خليل تقريرا من 41 صفحة يفصل فيه تراجع الواردات في مقابل زيادة النفقات، ويشدد على ضرورة اتخاذ اجراءات ملحة تضمن استمرار الدولة في ايفاء المتوجبات عليها. كما يعقد المجلس جلسة عادية الخميس المقبل يتوقع ان تتطرق الى الملف النفطي في ضوء الاتفاق الاخير بين “حركة أمل” و”التيار الوطني الحر”.

ولدى إستيضاحه الخطوات التي يعتزم إتخاذها على هذا الصعيد، صرّح رئيس الوزراء تمام سلام: “النهار” بأنه يريد “درس الملف بكامله والاطلاع على كل المعطيات في شأنه قبل إتخاذ أي خطوة”، لافتاً إلى ان “هذا الملف ليس ملفاً سياسياً بل ملف وطني وسيكون لكل خطوة نتخذها اليوم إرتداداتها على المستقبل. وهذا ما يتطلب منا الكثير من العناية والتعامل بمسؤولية مع هذا الملف الدقيق. من هنا، حرصي على أن أطمئن إلى ان الوضع سيستقر على خطوات وإجراءات أشبعت درساً”.

وعن انعكاس التفاهم، قال الرئيس سلام إنه ليس في جو مضامينه ولم يطلع عليه، ولا يعرف علام صار الاتفاق، مشيراً إلى أنه ينتظر ان يطلع عليه وعلى مواقف مختلف القوى ليصار بعدها إلى إتخاذ الموقف المناسب.

ويتضح من كلام رئيس الوزراء أنه ليس في وارد دعوة اللجنة الوزارية المكلفة ملف النفط والغاز إلى إجتماع قريب، وتالياً إلى تخصيص جلسة لمجلس الوزراء قريبة لبت مسألة المرسومين العالقين.
وتسلّم الوزراء جدول أعمال الجلسة العادية للمجلس الخميس المقبل والذي يضم 57 بنداً منها تجديد عقد الخليوي وإعفاءات ضريبية قد تثير نقاشاً.

الأخبار

إيرولت مبعوثاً سعودياً: زحمة سير لا أكثر
غسان سعود

جريدة الأخبار
جريدة الأخبار

من جهتها كتبت الأخبار ، يصل إلى بيروت اليوم وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، حاملاً معه… لا شيء. ليس في جعبته سوى الأفكار السعودية المعاد تدويرها، والتي لا تتضمّن ما يمكن أن يحلّ الأزمة الرئاسية المستعصية. فباب قصر بعبدا يُفتح بكلمتين سحريتين: عون رئيساً. وقولهما لا يحتاج بالضرورة إلى ناطقين باللغة الفرنسية

تستعين الدبلوماسية الأميركية بالصواريخ والعقوبات المالية لتحقيق أهدافها، فيما تستعين الدبلوماسية الإيرانية بحرس ثوريّ يصل إلى حيث لا يجرؤ الآخرون، أما الدبلوماسية السعودية فتتكل على التكفيريين من جهة والدبلوماسية الفرنسية من جهة أخرى.

ففي ظل اعتياش جزء من الاقتصاد الفرنسي على المكارم الوهابية، سواء كانت عقود تسليح أو بقشيشاً في مقاهي الشانزليزيه ومتاجره، ما عاد يمكن التعامل مع الدبلوماسية الفرنسية سوى باعتبارها مبعوثاً سعودياً يحاول أن يأخذ بالسلم ما يعجز السعوديون عن أخذه بالحرب. ولا قيمة بالتالي لزيارة وزير خارجية فرنسا جان مارك إيرولت إلى بيروت اليوم سوى أنها مناسبة لمعرفة ما إذا كان يوجد أو لا يوجد تغيير في السياسة السعودية تجاه لبنان. فوزير خارجية السعودية لا يستطيع زيارة بيروت ولقاء جميع الأفرقاء، فيما وزير خارجية فرنسا قادر على ذلك. ولغة آل سعود لا تساعدهم في إيصال أفكارهم بسلاسة، فيما اللغة الفرنسية تتيح اللعب على الكلام، علماً بأن الأزمة اللبنانية لا تحتاج إلى وسطاء أو مؤتمرات أو غير ذلك؛ في حال كان الرئيس سعد الحريري يعجز عن النطق بكلمتَي السر الضروريتين للحل ـــ وهما: عون رئيساً ـــ يمكنه أن يرسل بدر ونوس أو أي آخر من فريقه السياسي إلى الرابية لا أن يعذب وزير خارجية فرنسا.

ما عاد يمكن التعامل مع الدبلوماسية الفرنسية سوى باعتبارها مبعوثاً سعودياً

وفي وقت تؤكد فيه مصادر الرئيس الحريري أن ما من تغيير أبداً سواء في الموقف الحريريّ أو في الموقف السعوديّ تجاه الملف اللبنانيّ، يراهن المتفائلون دوماً على «ليونة سعودية ما» توسع هامش التحرك الفرنسيّ لبنانياً، علماً بأن هؤلاء يفصلون الملف اللبنانيّ عن الملفين السوري والعراقي ويضمّانه إلى الملف اليمني، فيتحدثون عن تقديم السعوديين تنازلاً في لبنان مقابل تحقيقهم مكسباً في اليمن. وهذه جميعها مجرد تحليلات لا تستند إلى أيّ معطيات عملية جدية. ولا بدّ من التذكير هنا أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي كانت مقررة أثناء الإعداد لمؤتمر فرنسي من أجل لبنان ترعاه الأمم المتحدة، إلا أن المؤتمر طار وبقيت الزيارة التي تتألف من جزءين: الأول يتعلق باستكمال العمل في ملفات اللاجئين السوريين القديمة، والثاني النقاش في الملف الرئاسي وسط اعتقاد فرنسي بأن الوقت أكثر ملاءمة الآن مما كان عليه منذ عام، علماً بأن من يسوّقون للدور الفرنسي يتحدثون عن تبادل فرنسي ـــ أميركي ـــ روسي للأدوار وتنسيق رفيع المستوى.

وكانت الدبلوماسية الفرنسية قد صفعت نفسها بنفسها ثلاث مرات فوق السماء اللبنانية خلال عام واحد: أول مرة حين زار الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو بيروت في حزيران 2015، معتقداً أنه قادر على إخراج الأرانب من قبعته، قبل أن يختفي ولا يسمع أحد عنه خبراً إضافياً. المرة الثانية حين بادر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الاتصال بالنائب سليمان فرنجية، غداة مبادرة الحريري الرئاسية، باحثاً عما يمكنهما الحديث بشأنه ربع ساعة كاملة، ظناً منه أنه يقطفها طازجة، وسيكون عراب اتفاق وصول فرنجية إلى قصر بعبدا. إلا أن المبادرة سقطت أو جمّدت، وبدت فرنسا غير مؤثرة في شيء. أما الصفعة الثالثة فتمثلت في تسريب الفرنسيين خبراً عن نيتهم عقد مؤتمر من أجل لبنان في ما يشبه استدراج العروض من المعنيين بالتسوية اللبنانية، إلا أن أحداً «لم يعبّرهم» أو يسأل عن مؤتمرهم، فعمدوا إلى نفي الخبر من أساسه.

يحاول الفرنسيون أن يأخذوا بالسلم ما عجزت السعودية عن أخذه بالحرب

ولا شك في أن زيارة وزير الخارجية اليوم خالي الوفاض ستكون الصفعة الرابعة التي توجهها الإدارة الفرنسية إلى نفسها. ففي ظل تعدد الملفات الحامية في المنطقة والعالم، كان يمكن الفرنسي أن ينكفئ لمعالجة أزماته الاقتصادية والأمنية، أو كان يمكنه تجاهل التعقيدات اللبنانية برمتها، لكنه يندفع للقول «إنه هنا وما طالع بيده شيء». ويشير أحد أصدقاء الدبلوماسيين الفرنسيين إلى انفصام حقيقي يصيب هؤلاء حين يتعلق الأمر بلبنان؛ فهم تارة يتحدثون عن رئيس وسطي يرعى تسوية طويلة الأمد بين حزب الله وتيار المستقبل تعيد توزيع المهمات أمنياً واقتصادياً، وطوراً يعتبرون استرضاء العماد ميشال عون مفتاحاً للحل. وحين يفاتحهم أحدهم بانفصامهم يقولون إن استرضاء الجنرال يمكن أن يشمل تسميته لرئيس التسوية.

بالعودة إلى زائر اليوم، وزراء خارجية كثر ـــ أكثر تأثيراً في الملف اللبناني من الوزير الفرنسي ـــ يزورون بيروت بلا طبل وزمر. إلا أن تقاليد الدولة المنتدبة السابقة تستوجب تسليط الأضواء على قصر الصنوبر اليوم وغداً. لكن لا بدّ من تحويل احتفالية «المراكيز» إلى مناسبة للتذكير بأن دولة فرنسا «العظمى» لا تملك أي أوراق قوة أو ضغط، أو أقله مونة على واحد من الأفرقاء السياسيين العشرة الفاعلين في البلد. بيروت التي يزورها إيرولت اليوم لم تعد بيروت رفيق الحريري التي لا ترد لجاك شيراك طلباً، وما جمع الحريري وشيراك هو الأعمال طبعاً لا النقاشات الفكرية أو القراءات الأدبية. ففي بيروت اليوم ثمة أصدقاء للأميركيين والإيرانيين والسعوديين والسوريين والإنكليز والأتراك. لكن لا يوجد صديق مؤثّر واحد للفرنسيين. وعليه يمكن أن تضاء صخرة الروشة بألوان العلم الفرنسي في حال رغب محافظ بيروت في تبييض وجهه مع الملحق الثقافي في السفارة الفرنسية، ويمكن أن يطير وزير الخارجية جبران باسيل على عجل إلى باريس عاصباً رأسه بـJe suis Charlie، ويمكن أن تستنفر القوى الأمنية لحراسة جدران السفارة الفرنسية من طبشور أصدقاء جورج عبدالله، ويمكن أن ينظم قداس سنويّ في بكركي على نية فرنسا، لكن لا يتجاوز الأمر هذه الهوامش. ففي ظل استمرار الأزمة الإيرانية ـــ السعودية وعدم وجود أي مؤشر إلى نية السعوديين الاعتراف أخيراً بالتوازنات اللبنانية وتصحيح التمثيل السياسي، يرجّح أن تقتصر نتائج الزيارة الفرنسية على زحمة سير إضافية في منطقة المتحف.

وفي الشأن الدولي كتبت :

تركي الفيصل: بيدق السعودية في إسرائيل

مرة جديدة، يقدّم تركي الفيصل نفسه على أنه يمثّل نقطة التلاقي الأولى بين الرياض وتل أبيب. تصريحاته خلال مؤتمر «مجاهدي خلق»، في باريس، أعطت دليلاً إضافياً على ذلك

تقدّم سيرة الأمير السعودي، تركي الفيصل، أدوات من شأنها أن تكون كافية لفهم مسار تطبيع السعودية لعلاقاتها مع إسرائيل.

ويُعدّ شقيق وزير الخارجية الراحل، سعود الفيصل، من أبرز المسؤولين السعوديين. ففي عام 1973 عمل كمستشار في الديوان الملكي، قبل أن يتم اختياره بعد أربع سنوات لترؤس الاستخبارات العامة، وهو المنصب الذي سيشغله حتى عام 2001 (وهي مرحلة ستشارك في بداياتها السعودية في دعم الجهاديين في أفغانستان وغيرها من الدول، بما يناسب السياسة الأميركية في ظل الحرب الباردة). وخلال العقد الماضي، كان الفيصل سفير السعودية لدى المملكة المتحدة، قبل أن يخلف في عام 2005 الأمير بندر بن سلطان على رأس السفارة السعودية لدى واشنطن، لنحو عامين.

في السنوات الأخيرة، برز اسم الفيصل لكونه أبرز شخصية سعودية تحاور الإسرائيليين وتلتقيهم. وفي عام 2014، معروف عنه توجيهه رسالة إلى «مؤتمر إسرائيل للسلام» المنعقد في تل أبيب، قال فيها: «تخيّلوا أني أستطيع ركوب الطائرة من الرياض وأطير مباشرة إلى القدس، وأركب من هناك سيارة أجرة لأزور قبة الصخرة، ومن ثم أزور قبر إبراهيم في الخليل، ثم أعود إلى بيت لحم لأزور كنيسة المهد، وبعدها إلى متحف المحرقة اليهودية». وأضاف: «يا لها من لذة ألا أدعو الفلسطينيين فقط، بل الإسرائيليين الذين سألقاهم أيضاً، ليأتوا لزيارتي في الرياض، حيث يستطيعون التجول في بيت آبائي في الدرعية التي تشبه معاناتها التي نالتها من قهر إبراهيم باشا معاناة القدس على يد نبوخذ نصر والرومان»!

برز اسم الفيصل لكونه أبرز شخصية سعودية تلتقي الإسرائيليين

في العام نفسه، برز الحديث الذي دار بينه وبين وزيرة العدل الإسرائيلية، تسيبي ليفني، خلال جلسات مؤتمر ميونخ للأمن. في حينه، كانت ليفني تجلس إلى جانب صائب عريقات، وتطرح مشروعها حول أنّ «حل النزاع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يمكن فقط على أساس دولتين لشعبين، دولة الشعب اليهودي والدولة الفلسطينية»، فتوجه إليها تركي الفيصل من مكان جلوسه، مثنياً عليها، لتردّ الأخيرة بالقول: «أتمنى لو كان يمكن أن تجلس معي على المنصة ونتحدث عن ذلك». وخلال ذلك المؤتمر أيضاً، كان الفيصل يجلس في بعض الأحيان إلى جانب وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك. وقد شكّل المؤتمر نفسه عام 2010 مناسبة لمصافحة وصفت بـ»الحارة» في حينه بين الفيصل ونائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون.

عام 2014 أيضاً، سيشهد حواراً مباشراً في بروكسل بين تركي الفيصل والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اللواء عاموس يدلين، وفي حينه سيقول الفيصل: هناك تطور كبير حيال النظرة العربية تجاه إسرائيل.

ولعلّ أحد أبرز اللقاءات العلنية التي جرت بين تركي الفيصل ومسؤولين إسرائيليين، كان ذاك الذي جمعه في شهر أيار الماضي مع اللواء المتقاعد ومستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الجنرال يعقوب عميدرور، تحت سقف «حوار» أجراه «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»، والذي سيقول بشأنه المدير التنفيذي للمعهد، روبرت ساتلوف: «ننجح في وضع أجندة لمرحلة طويلة من المفاوضات السعودية ـــ الإسرائيلية التي ستأتي في المستقبل».

وعلى صعيد آخر، من المحتمل أن تكشف السنوات المقبلة عن دور مرجح له في لعبة ضم السعودية إلى اتفاق كامب ديفيد بفعل سيطرتها على جزيرتي تيران وصنافير المصريتين، لأن ذلك يتناسب ورؤيته لمستقبل علاقات الرياض مع إسرائيل. وخلال «حوار واشنطن»، اكتفى تركي الفيصل بالإجابة، مازحاً، عن سؤال بشأن الجزيرتين ودخول الرياض ضمن «كامب ديفيد»: «من الأفضل أن نكون مراقباً لا مشاركاً في الاتفاق».

ولعلّ مشاركة الأمير السعودي في اجتماع باريس، أول من أمس، تندرج في إطار إعادة تعريف الدور السعودي حيال إيران في فترة ما بعد الاتفاق النووي، وهو كان من بين «الصقور» المنتقدين لما يرونه تغيراً في السياسة الأميركية. وقد قال أثناء الزيارة الأخيرة للرئيس باراك أوباما إلى الرياض: «إن الأيام الخوالي بين المملكة والولايات المتحدة انتهت إلى غير رجعة». وفي الأشهر الأخيرة ظهر واضحاً تقاطع الرؤية السعودية للدور الأميركي مع الدبلوماسية الإسرائيلية.

ويمكن القول إنّ تقاطع أجندات الطرفين يظهر جلياً مرة جديدة، لجهة أنّ «مجاهدي خلق» متهمة بالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية لتنفيذ عمليات اغتيال استهدفت علماء نوويين إيرانيين. وللإشارة، فإنّ أحد العملاء الذين ألقي القبض عليهم في لبنان (عام 2009) تبيّن أنّ «مجاهدي خلق» جنّدته لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية.
عموماً، سواء كان لتركي الفيصل دور رسمي في التقريب بين الرياض وتل أبيب أم لا، فإن مسيرته تكتنف خبرات وصفات تؤهله للعب أدوار إقليمية تصبّ في مصلحة الدبلوماسية السعودية، من دون أن تحتاج الرياض إلى تبنّيها رسمياً.

البناء :

الناتو يرث الاتحاد ويرسم حدوده عسكرياً… وأول خرق أوروبي علني نحو سورية
الملاح تتكفّل بعاصفة الشمال… ومئات القتلى لـ «النصرة»… والجيش يتقدّم في داريا
تكهّنات متضاربة حول الزيارة الفرنسية… وحردان يدعو إلى مبادرات وطنية

جريدة البناء
جريدة البناء

وكتب المحرر السياسي في البناء ، كرّست واشنطن عبر مؤتمر وارسو لحلف الأطلسي الذي أرادت الإيحاء بمكانه بوراثتها لموسكو في أوروبا الشرقية، وراثة حلفها العسكري لذراعها السياسية والاقتصادية التي مثلها الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا، ودخول الاتحاد أزمة بنيوية، تخشى واشنطن معها موجة هجرة معاكسة من الاتحاد تستثمرها روسيا في دول البلطيق وشرق أوروبا، فقرّر الحلف نشر قواته على حدوده مع روسيا، بينما كانت واشنطن توازن اللغة مع روسيا وحلفائها بتوظيف الاتحاد الأوروبي بنقل الرسائل الإيجابية، حيث نظم البرلمان الأوروبي أول زيارة لوفد علني رسمي إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، الذي حمّل الحكومات الأوروبية وسياساتها الخاطئة بالرهان على استعمال الإرهاب كأداة للضغط أو لتحقيق المكاسب السياسية الصغيرة، بتمكين هذا الإرهاب من النمو والتجذّر والتحوّل إلى تهديد عالمي.

ميدانياً كان مسار ملحمة الملاح يختصر المشهد السوري، حيث نجح الجيش والحلفاء بتحويل المزارع المفتوحة إلى ميدان لحرب دبابات ومساحة لحركة مريحة للطيران الحربي والمدفعية والصواريخ، وتحوّلت السيطرة والتقدّم الثابت في محاور الكاستيلو والليرمون إلى فخ تستدرج فيه الكتل المقاتلة للجماعات المسلحة وفي مقدّمتها جبهة النصرة، التي استقدمت المئات من عناصرها وقادتها وآلياتها من إدلب وريفها، لفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة التي تقودها النصرة وتشكل أقواها، وخسرت النصرة المئات منهم بين قتيل وجريح في مواجهات اليوم الأول بعدما انهارت جماعة نور الدين زنكي التي كانت تتولى المرابطة في منطقة الكاستيلو انطلاقاً من إمساكها بحي بني زيد، وتبدو مزارع الملاح تستعيد دور منطقة المليحة التي دفنت فيها قرب دمشق «عاصفة الجنوب» بكمائن الجيش والمقاومة، لتتولى معارك الملاح دفن «عاصفة الشمال» التي أعدّت لها النصرة شهوراً ووفّرت لها تركيا تسليح جيش أكمل وأمّنت لها السعودية تمويلاً يعادل موازنة دولة. بينما سجلت جبهات دمشق وريفها تحوّلاً نوعياً في مسار المواجهات بتقدّم واسع للجيش والحلفاء في ميدعا والإطباق على الغوطة الشرقية وقطع طرق إمداد المسلحين فيها، وتحقيق توسّع كبير في انتشار الجيش في داريا.

لبنانياً، ينشغل الوسط السياسي بزيارة وزير الخارجية الفرنسية، والتكهّنات حول الدور الفرنسي المقبل، بعدما استضافت فرنسا بتمويل سعودي ومشاركة «إسرائيلية» مؤتمراً للمعارضة الإيرانية، تحدّث فيه رئيس المخابرات السعودية السابق تركي الفيصل عن السعي لإسقاط النظام الإيراني، وتحدّث فيه جون بولتون السفير الأميركي السابق في نيويورك وأحد أبرز رموز السياسة الأميركية المساندين لـ «إسرائيل» عن وحدة وشراكة شعوب المنطقة وحكوماتها بما فيها «إسرائيل» في مواجهة إيران وحلفائها وفي مقدّمهم خطر حزب الله، كما قال، ليصير السؤال عن قدرة فرنسا بعد هذا المؤتمر على لعب دور وسيط مقبول إيرانياً، كما أوحت اللقاءات الفرنسية مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. في المقابل كان كلام لرئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان مع مسؤولين حزبيّين، للتأكيد على قدرة اللبنانيين إذا توافرت الإرادة الوطنية لاجتراح حلّ وطني سواء للاستحقاق الرئاسي أو لقانون الانتخابات النيابية.

تسعير الخطاب الإعلامي يخدم القوى المتضرّرة من أيّ اتجاه إيجابي

رأى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، خلال لقائه عدداً من مسؤولي الحزب أنّ المطلوب اليوم، هو أن تتحمّل القوى السياسية اللبنانية مسؤولياتها، وتدفع باتجاه ترقية الخطاب السياسي والإعلامي بما يُسهم في تحصين الوضع الداخلي، لا تسعير هذا الخطاب خدمة لبعض القوى المتضرّرة من أيّ اتجاه سياسي إيجابي يُفضي الى إتمام الاستحقاقات اللبنانية، وفي مقدّمها استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية وسنّ قانون انتخابات نيابية على أساس الدائرة الواحدة والنسبية بما يحقق صحة التمثيل، وإلى تحصين استقرار البلد وأمنه في مواجهة الأخطار المتمثلة بالعدو الصهيوني وبالمجموعات الإرهابية المتطرفة.

ايرولت وريتشارد

تتزامن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت بيروت اليوم، مع وصول السفيرة الأميركية الجديدة المعيّنة في لبنان اليزابيت ريتشارد في الساعات القليلة المقبلة، بعدما انجزت الدوائر المختصة في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس والبيت الأبيض المعاملات المتصلة بتعيينها، على أن تقدم نسخة عن أوراق اعتمادها الى وزير الخارجية جبران باسيل.

ويرافق ايرولت وفد يضمّ رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية جيروم بونافون، المستشار الخاص للوزير تييري لامير، مستشار الوزير لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا داميان كريستوفاري، المسؤولة الإعلامية فريديريك تاريد، نائب مدير المشرق كزافييه شاتيل، المحررة لشؤون لبنان كاترين لوتوما والمترجمة يولا ابو حيدر.

الرئاسة خارج الأقطاب الأربعة

وتقول مصادر مطلعة ومواكبة لتحضيرات وزير الخارجية الفرنسي الى لبنان لـ «البناء» إن عنوان الزيارة يتمحور حول الملف الرئاسي وأزمة النازحين من دون استبعاد التطرق بشكل جانبي لموضوع النفط والمخاطر الأمنية على الحدود الشرقية ودعم الجيش. وترى المصادر من خلال الاتصالات التمهيدية أن الملف الرئاسي سيعالج من قبل ايرولت من خلال تلمّس احتمال إجراء الانتخابات الرئاسية خلال الشهرين المقبلين، فإذا تبينت له إيجابيات في هذا النطاق ينتقل الى البحث في مرشح توافقي خارج الأقطاب الأربعة الذين تقول المصادر القريبة إن الظرف غير مناسب لأحدهم في الوقت الراهن.

لبنان حارساً لحدود أوروبا

ولفتت المصادر إلى تناقض بين ما يُشاع في الحركة الداخلية والمواقف من موجة تفاؤلية رافقت تهاني عيد الفطر وسبقتها إلى الحدّ الذي جعل البعض يعتبر أن الرئاسة ستحصل في آب المقبل، وبين المهمة التي يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي. واستغربت المصادر هذا الربط والسقف العالي للتفاؤل، حيت ترى وجوب التحلي بالواقعية والصبر في هذا الموضوع. وفي ملف النازحين أشارت المصادر إلى أن «ما يهم الفرنسيين راهناً عدم اقتداء لبنان بتركيا واتخاذه من ورقة النازحين ورقة ضغط فهم يريدون أن يكون لبنان في هذه المسألة حارساً لحدود أوروبا بوجه النازحين».

وتقول مصادر في تكتل التغيير والإصلاح لـ «البناء» إن «الظروف لم تتهيأ لوفاق داخلي حول إجراء الانتخابات الرئاسية في آب المقبل»، مشيرة إلى «أن الحديث عن أن الرئاسة غداً غير دقيق، فإذا نضجت الظروف كما نراها بواقعية سياسية من المؤكد أن لبنان سيتحصّن بالميثاق، نحن لا نراهن في موضوع ميثاقي وفي حقنا دستوري، نحن ننتظر أن تنضج الظروف، فالميثاق يختصر في الموقع الأول بالدولة بالرئيس القوي الذي نادت ورقة بكركي بأن يأتي قوياً من مكوّنه لاسيما بعد المراكمات التي حصلت في هذا المكوّن تفاهم معراب وأن يكون منفتحاً على كل الأطراف».

الثقة بالعماد عون صعبة لكن ليست مستحيلة

وأكدت مصادر قيادية في تيار المستقبل لـ «البناء» أن «ما يجري محلياً ربطً بالمساعي الفرنسية لانتخاب رئيس تؤكد أن هناك حراكاً لإيجاد حل لأزمة الفراغ، لكنه لم يصل الى نتيجة بعد». ولفتت إلى أن زيارة ايرولت الى لبنان ليست الزيارة الأولى لمسؤول فرنسي، فباريس تواصل جهودها لإنجاز الاستحقاق منذ فترة طويلة، لكن القضية لا تزال عن الإيرانيين الذين لم يُفرجوا بعد عن رئاسة الجمهورية لأسباب منطقية مرتبطة بتحسن الأوضاع في سورية»، لا سيما أن السلة المتكاملة الإيرانية المرتبطة بالوضع في سورية والترتيبات الجديدة تختلف عن السلة التي طرحها الرئيس نبيه بري، من دون أن يعني ذلك أننا موافقون على «سلة بري». وأشارت المصادر إلى «أن لقاءات رئيس حزب القوات مع الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط وزيارة العماد ميشال عون الى دار الإفتاء واتصاله بالسفير السعودي كلها مفيدة»، لكن الأمور عملياً لم تصل إلى «أن يذهب تيار المستقبل لتأييد الجنرال عون، فبناء الثقة بيننا وبين العماد عون صعب، لكن ليس مستحيلاً».

فرنسا تسعى لإحداث خرق

وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ «البناء» أن «فرنسا الدولة الوحيدة حالياً التي تسعى، رغم كل الصعوبات لإحداث خرق في ملف رئاسة الجمهورية، لكن جهودها لم تتكلّل بنتائج إيجابية نظراً لحدّة الصراعات في المنطقة، ولانحياز أطراف رئيسيين في لبنان إلى محاور الصراع الخارجية». وفي ملف النازحين، قال قزي: «ننتظر من فرنسا إن تساعدنا على معالجة الأزمة من زاوية وضع برنامج دولي لإعادتهم إلى بلدهم بأمان من خلال إنشاء مناطق عازلة ومحميّة دولياً بانتظار الحل السياسي الذي يبدو أنه سيأخذ وقتاً مديداً».

جلسة مالية بامتياز غداً

وفيما دعا رئيس الحكومة تمام سلام إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل لمناقشة جدول أعمال من 59 بنداً عادياً، يجتمع مجلس الوزراء في جلسة مالية بامتياز غداً الثلاثاء برئاسة الرئيس تمام سلام، وسيستمع الوزراء إلى التقرير المالي الذي أعدّه الوزير علي حسن خليل، والمؤلف من سبعين صفحة يشرح بالتفاصيل وبالأرقام الوضع المالي، ويتضمّن تحليلاً واقتراحات ومقاربات اقتصادية ومالية.

لا دعوة للجنة النفطية والمطلوب الاستعانة بخبراء نرويجيين

في غضون ذلك، لم يتلقَّ أعضاء اللجنة الوزارية النفطية الأسبوع الماضي أية دعوة إلى اجتماع يُخصّص للبتّ في مرسومي النفط والقانون الضريبي.

أكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج في حديث لـ «البناء» أن «الخلاف بين حركة أمل والتيار الوطني الحر حول ملف النفط لم يكن يوماً خلافاً تقنياً، إنما خلاف سياسي، فالخلافات التقنية تحلّ ولا يمكن أن تصل الى طريق مسدود أو تؤدي الى توقف عن عقد الاجتماعات سنة ونصفاً». وإذ لفت الى أننا في «اللجنة الوزارية المعنية بهذا الملف لم نتلقّ أية دعوة للاجتماع هذا الأسبوع، فرئيس الحكومة عاد بالأمس من زيارته السعودية»، أشار إلى أن «أحداً لم يضعنا كلجنة وزارية في أجواء أن رئيس الحكومة طلب من الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل التفاهم حول هذا الملف قبل عرضه على مجلس الوزراء».

وشدّد على أن حل الخلافات التقنية يتطلب الاستعانة بخبراء وتحديداً الخبراء النروجيين الذين زاروا لبنان في عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2005 -2006 وكان الوزير محمد فنيش يومذاك وزيراً للطاقة، وعقدوا معه اجتماعات دورية، أعطوا آراءهم في إقرار قانون النفط، وما يدرّه من أموال على الدولة، يُودع صافي عائداتها في صندوق سيادي، وتلزيم البلوكات دفعة واحدة أو على دفعات، فضلاً عن أنهم حضروا مع الفريق اللبناني مشروع قانون تنظيم قطاع النفط، وتحديد دفتر الشروط، واقتراح الضريبة الخاصة بالشركات النفطية التي تنوي التنقيب عن النفط في لبنان. وسأل دوفريج «هل المكوّنات السياسية التي تشترط النزول الى المجلس لتشريع الضرورة، انتخاب الرئيس وإقرار قانون انتخابي، على استعداد للمشاركة في جلسة عامة للتصويت على قانون الضرائب؟».

مجلس الوزراء ليس كاتب عدل

وأكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ «البناء» «أن ملف النفط غير موجود على جدول أعمال جلستي الثلاثاء والخميس»، رغم أنه لم يستبعد «أن يطرح من خارج جدول الأعمال في باب الاستفسار عن الاتفاق الحاصل بين التيار الوطني الحر وحركة أمل وموعد اجتماع اللجنة الوزارية. وإذ اعتبر أن التفاهم السياسي بين الرابية وعين التينة على تلزيم بلوكات النفط جيد وإيجابي، لفت الى أن «هذا لا يعني أن الأمور قد حلت، فمجلس الوزراء سينظر في الموضوع إذا كان الاتفاق مؤاتياً للمصلحة العامة او العكس، فالحكومة ليست «كاتب عدل» يسجل اتفاق القوى السياسية».

المصدر: صحف محلية

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك