المفتي قبلان: ما كنا نراهن عليه من إصلاح وتغيير وعبور إلى دولة الدستور بات أمام مخاضات صعبة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

المفتي قبلان: ما كنا نراهن عليه من إصلاح وتغيير وعبور إلى دولة الدستور بات أمام مخاضات صعبة

المفتي الشيخ احمد قبلان
 ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة اعتبر فيها إلى “أن ما نشكو منه في لبنان، وما تظهره مجريات الأمور والأحداث التي تعصف ببلدنا، تنم عن هبوط حاد في التخاطب السياسي والطائفي والأخلاقي، وتؤشر إلى أن ما كنا نراهن عليه ونأمله من إصلاح وتغيير وعبور إلى دولة الدستور والمؤسسات، بات اليوم أمام مخاضات صعبة، في ظل ممن يحاولون خرق الدستور، وتحريك العصبيات بين اللبنانيين بعنوان استرداد الحقوق والصلاحيات، كما يرسم أكثر من علامة استفهام”.

أضاف: “نعم يحق لنا أن نتساءل وأن نستغرب ما جرى، لكننا نؤكد على السلم الأهلي والعيش المشترك وعلى ضرورة التعاون بين الرئاسات الثلاث والعمل معا على تطبيق الدستور، بعيدا عن الابتزاز وكل أشكال الطعن والكمائن. وسنبقى حرصاء على لبنان المسلم والمسيحي، ضد الفرقة والتمزق واللعب بنيران المذهبية والطائفية، وأمناء على الوحدة، مسلمين ومسيحيين، جنبا إلى جنب لا تشدنا عصبية ولا تحركنا طائفية، ولن تغير من خطنا الوطني والسيادي والمقاوم كل تحريضات المتهورين”.

وأكد أنه “لا نريد أن نتحدى أحدا، ولن نقبل التحدي من أحد، لكننا نقول نحن لبنانيون بكل معنى الكلمة، وما يهمنا ويعنينا هو لبنان الدولة والدستور، لبنان الكفاءة، لبنان المواطنة، لبنان النظيف من الفساد والمفسدين، ومن كل أولئك الذين يحنون إلى زمن الامتيازات والاستفرادات، فلبنان للجميع ومن مسؤولياتهم”.

وطالب القيادات السياسية والحزبية ب “اعتبار ما جرى إنذارا ينبغي التوقف عنده كي لا تتكرر الخطيئة وندفع بالبلد نحو المجهول، فلبنان يكفيه ما فيه، والتحديات لا تعد ولا تحصى، اقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا، وبالخصوص التحدي الصهيوني الذي أطل بالأمس عبر وزير حربه مهددا ومتوعدا بحرمان اللبنانيين من حقهم بثروتهم الوطنية، ومدعيا زورا وبهتانا بأن البلوك رقم “9” هو داخل حدود دولته الموهومة. أمام هذا العدوان الصهيوني المستجد والسافر ألا يستحق منا نحن اللبنانيين أن ننأى بأنفسنا عن كل خلاف وابتزاز وكيد؟ ألا ينبغي أن نكون معا متوافقين ومتفاهمين على كل ما يحمي بلدنا ويحفظ حقوقنا ويبني دولتنا ويؤمن مستقبل أبنائنا”.

وتابع: “نعم نحن نسأل ويسأل معنا كل مواطن وكل لبناني إلى متى هذا الصراع السياسي؟ أليس له من نهاية؟ ألم نتعلم من كل الأثمان التي تكبدناها؟ ألم يحن الوقت كي نوقن جميعا بأن لبنان المزرعة والولايات والإمارات والصفقات والسمسرات والتعدي على المال العام يجب أن يدفن، كي يقوم لبنان الجديد، لبنان إلغاء الطائفية السياسية، لبنان الحرية والديمقراطية والإنماء والعيش بعزة وكرامة، بعيدا عن الخلفيات والحسابات والمصلحيات الضيقة التي هي السبب في كل ما نحن فيه؟”.

وختم:”فليخجل الجميع وليعودوا معا إلى منطق الحكمة والتهدئة والحوار البناء الذي يخرجنا من دوامة الأحقاد والخصومات، ولنتذكر جميعا بأننا أمام تحديات كبرى واستحقاقات انتخابية داهمة، ومواجهتها لا تكون إلا بجمع الكلمة، ووحدة الصف، والتطلع نحو لبنان القوي والواقف بثبات وعزم، وإرادة جامعة مع جيشه ومقاومته في تثبيت حقه والحفاظ على ثرواته والتصدي للأطماع الصهيوني”.

البث المباشر