بعد 20 عاما من البحث…علماء ينجحون في تربية خلايا جذعية مكونة للدم – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

بعد 20 عاما من البحث…علماء ينجحون في تربية خلايا جذعية مكونة للدم

بعد 20 عاما من البحث...علماء ينجحون في تربية خلايا جذعية مكونة للدم
بعد 20 عاما من البحث...علماء ينجحون في تربية خلايا جذعية مكونة للدم

نجح باحثون لأول مرة في تربية خلايا جذعية مكونة للدم البشري في المختبر.

واستطاع فريق الباحثين تحت إشراف جورج دالي من معهد دانا فاربر لأبحاث السرطان في مدينة بوسطن بولاية ماساشوسيتس الأمريكية تحويل ما يعرف بالخلايا الجذعية متعددة القدرات إلى خلايا جذعية مكونة للدم خلال خطوتين، بحسب (د.ب.أ).

ونتج عن هذه الخلايا بعد زراعتها في نخاع عظام فئران خلايا دم متعددة الأنواع.

واعتبر خبير ألماني النتائج التي تمخضت عنها هذه الدراسة نجاحًا في عالم أبحاث الخلايا الجذعية، وقال إن النتائج لا تدعم فقط البحث العلمي في مجال العقاقير الطبية، بل يمكن أن تؤدي أيضا إلى التوصل لطرق علاجية لاضطرابات نظام بناء الدم مثل سرطان الدم “لوكيميا” حسبما أوضح فرانك ايدنهوفر من جامعة انسبروك الألمانية والذي لم يشارك في الدراسة.

يمكن للخلايا الجذعية متعددة القدرات من الناحية العملية التحول إلى جميع أنواع الخلايا.

وأضح الباحثون في دراستهم التي نشرت بمجلة “نيتشر” اليوم الأربعاء أنهم “أصبحوا قريبين بشكل مغر لهدف استخلاص خلايا جذعية مكونة للدم من خلايا جذعية متعددة القدرات”.

وتنشأ الخلايا الجذعية المكونة للدم في النخاع العظمي ويمكن أن تتطور إلى جميع أنواع خلايا الدم مثل الخلايا البيضاء أو الحمراء، أو الصفائح الدموية.

ولأن عمر هذه الخلايا محدود فإن الجسم يحتاج لتجديدها بشكل دائم.

يحتاج المرضى المصابون بسرطان الدم “لوكيميا” أو ما يعرف بالورم النخاعي المتعدد للخضوع لجراحات نقل نخاع عظمي من متبرع مناسب.

وكثيرا ما يعقب مثل هذه الجراحة رد فعل نافر من النخاع الغريب.

لذلك فإن العلماء يبحثون منذ نحو 20 عاما عن طرق لصناعة الخلايا الجذعية المكونة للدم في المختبر باستخدام خلايا المريض نفسه.

أوضح الباحثون تحت إشراف دالي كيفية حدوث ذلك حيث حولوا في الخطوة الأولى خلايا جذعية متعددة القدرات باستخدام إشارات كيميائية إلى خلايا جنينية خاصة من البطانة الغشائية، وهي الخلايا التي تنتج عنها الخلايا الجذعية المكونة للدم.

ثم أعاد الباحثون برمجة هذه الخلايا المأخوذة من البطانة الغشائية إلى خلايا جذعية مكونة للدم؛ وذلك باستخدام سبعة عناصر استنساخ وفرت بمساعدة فيروسات.

واعترف الباحثون بأن الخلايا التي توصلوا إليها لم تكن متطابقة تماما مع الخلايا الجذعية المكونة للدم ولكنهم برهنوا على أنها صالحة للقيام بوظيفتها، وذلك من خلال قيامهم بزراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم في النخاع العظمي لفئران بالغة ونتج عن ذلك لدى الفئران المستقبلة جميع أنواع خلايا الدم المهمة.

بل إن الباحثين تمكنوا من نقل هذه الخلايا الجذعية المكونة للدم من هذه الحيوانات الأولى إلى حيوانات أخرى تحولت فيها هذه الخلايا أيضا إلى جميع الأنواع الهامة لخلايا الدم.

وأكد الألماني ايدنهوفر، الخبير في أبحاث الخلايا الجذعية، أن إعادة إنتاج الخلايا من خلال الزراعة الثانوية يوضح مدى أهمية نتائج الدراسة، وقال إن ذلك يدل على أن الخلايا الجذعية التي استخدمت لدى الحيوانات الأولى، والخلايا التي نمت فيما بعد لدى الحيوانات الأخرى المستقبلة سليمة وقادرة على أداء وظيفتها.

تابع ايدنهوفر: “هذه الدراسة الرائدة توضح أن الخلايا الجذعية البشرية المكونة للدم التي تم التوصل إليها في الفئران لها نفس صفات الخلايا الجذعية الطبيعية المكونة للدم، ويمكن استمرار الحصول عليها في الفئران على مدى عدة أشهر”.

وأكد الباحث الألماني أن هناك الكثير من الأدلة على إمكانية تطبيق هذه النتيجة مع البشر.

وفي دراسة أخرى نشرت أيضا في مجلة “نيتشر” استطاع باحثون تحت إشراف البروفيسور شاهين رافئي من كلية طب ويل كورنل في نيويورك التوصل لإنتاج خلايا جذعية مكونة للدم من بطانة غشائية الجنينية.

ورأت كارولينا جويبنتيف و بيرتهولد جوتجينس من جامعة كامبريدج البريطانية في تعليق بمجلة نيتشر على الدراسة أنه “على الرغم من الإثارة التي ستتسبب فيها الدراستان إلا أن هناك بعض التحفظات عليهما”.

وشدد الباحثان في تعليقهما على ضرورة التأكد من عدم تسبب الخلايا الجذعية المكونة للدم التي تم التوصل إليها في خطر الإصابة بالسرطان “ومع ذلك فإن البحثين يمثلان حجر أساس في أبحاث الخلايا الجذعية المكونة للدم”.

كما جاء في التعليق أنه “على الرغم من ضرورة إجراء المزيد من الدراسات في نفس الاتجاه إلا أن الدراستين قصَّرتا الرحلة الطويلة التي تنتهي بالوصول لتطبيق الوعد الخاص بالاستفادة من أبحاث الخلايا الجذعية كميزة مباشرة للمرضى”.

من جانبه أكد الخبير الألماني ايدنهوفر على أهمية الدراستين للوسائل العلاجية وللمجال البحثي على السواء وقال إن الوصول إلى خلايا جذعية مكونة للدم خاصة بالمرضى كان صعبا حتى الآن، وإنه أصبح من الممكن الآن محاكاة أمراض مثل سرطان الدم في أطباق بيتري، وتحليلها بشكل منهجي مضيفا: “هذا العمل يفتح الكثير من الطرق الجديدة التي كانت مغلقة حتى الآن”.

المصدر: سبوتنيك

البث المباشر