في أجواء المبعث النبوي الشريف وبدعوة من رئيس المجمع الثقافي الجعفري، انعقد اللقاء الحواري في المجمع الثقافي الجعفري تحت عنوان “المبعث النبوي الشريف رسالة القرآن والإنجيل”. وقد افتتح اللقاء العلامة الشيخ محمد حسين الحاج.
أكد فضيلة الشيخ على ان “الإسلام هو رسالة لكل الإنسانية وهو تجسيد للآية الكريمة (وما أرسالناك إلا رحمة للعالمين)، وكل الدعوات الموسوية او العيسوية والمحمدية هي دعوات المحبة والسلام والتآلف أيضا. واما القول أنا في الجنة وأنت في النار فهو قول غير معقول. لذا نحن ندعو دائما الى ان يتعامل الانسان مع أخيه الإنسان كتعامله مع نفسه، وان يكون متعاونا ومُحبّا. وليس لنا دخل في عبادات الآخرين وإنما نريد أفعالهم وأخلاقهم. فالله هو الذي يحاسب الناس كل الناس. لذا كان يوم البعث كلّ بحسب عقيدته، وليس علينا كبشر محاسبة بعضنا البعض على أفعالنا.
وتابع سماحته “لذا فاننا نعتبر ان الدين الإسلامي والدين المسيحي واحد لأنهما يدعوان الى التعاون ونصرة الضعيف وعونة الفقير والصدقة وبرّ الوالدين، كل ذلك تحت إطار(إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق). فكلنا سواسيّة كأسنان المشط. ونرجو ان نجتمع في يوم المبعث ايضا لنمنع الفرقة، فلا يعود ثمة فرقة بين مسلم ومسيحي، أو بين درزيّ وعلويّ وسنيّ وشيعيّ وإباضيّ أو مارونيّ وأرثوذكسيّ..”. وقال “كما في كل مرة نذكر ان الصراعات السياسية هي التي فرّقت في المجتمعات بسبب مآرب سياسية وسلطوية”. كما دعا الى”ترك العصبية المذهبية والطائفية واستكبار ما يقوم به التكفير باسم الدين، ودخلت لتفسد العلاقة بين الأديان وجعلتها بابا من أبواب التفرقة”.
الأب الدكتور حنا اسكندر
تناول الأب اسكندر مسألة معاني الجنة وتصوراتها وتفسيراتها عند المسلمين والمسيحيين، معتبرا ان الجنة والنار مفاهيم روحيّة غير مادية. وشدد على ان إلهنا واحد ومصيرنا واحد.
الشيخ غسان يوسف أبو دياب، باسم رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية. حيث نقل تحيات الشيخ نعيم حسن، فقال ان “المبعث النبوي رسالة القرآن والإنجيل معا، وقد جاءت الرسالات لتكمل بعضها بعضا فاذا انقرضت إحداهن انفرط عقد البقية، ولو شاء ربك لآمن من في الأرض جميعا. والله اعطى الناس الحرية لتختار، وأرسل النبي محمد رحمة للعالمين وهو الروح التوحيدية المستمدة من المسيحية واليهودية والإسلام. وشاء الله ان تكون الرسالة المحمدية خاتمة الأديان”.
الشيخ محمد سليم اللبابيدي
لفت الى “ان السماحة والرحمة في أخلاق الرسول هي الرسالة التي أراد الله إيصالها لنا من خلال الأحداث التاريخية التي مرّت على نبيّنا الكريم، وكانت كلها تدل على ان الأخلاق هي المدرسة الأساسية في الإسلام…”. كما كانت مداخلات لمدير الحلقة الأب عبدو رعد الذي أكد على ضرورة التفاعل بمثل هذه اللقاءات التي تدعو الى المحبة والسلام. واختتم اللقاء الحواري بسلسلة مداخلات عقبت على الكلمات الرئيسة.
المصدر: خاص
