بدعوة من كليّة الإعلام والفنون، نظمّت مديريّة العلاقات العامّة والإعلام في جامعة المعارف، الثلاثاء، ندوةً تحت عنوان “الفنّ الملتزم وتحديّات النجاح”، استضافت فيها الفنان الكبير دريد لحّام وأدارها الإعلامي محمد نسر. حضر الندوة حشدٌ من الإعلاميين والصحافيين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الفني والثقافي وطلاب من جامعات لبنانية متنوعة إضافة إلى طلاب جامعة المعارف.
وأكّد الفنان لحّام بدايةً على أن الإنسان هو من يصنع نفسه قائلاً: “لم يكن لي مثال أعلى، أنا خرّيج التجربة وقد درست كيمياء وفيزياء ورياضيات ولم أتأثر بأحدٍ فنياً إذ لم يكن في أيامنا تلفاز لنتأثر بأحد”. وفي السياق، نصح لحّام الشباب المندفع للعمل في مجالي التمثيل والسينما “بالإعتماد على رأي الجمهور كمؤشر للنجاح وليس على الرأي الشخصي”.
من جهة أخرى، شدّد لحّام على “أننا نفخر بالفن الإيراني والسينما الإيرانية كثيراً، فهي متقدمة بكل المجالات، وهي تُعبّر عن المواضيع بأسلوب غاية في التقدم والرقي ولذلك تحظى السينما الإيرانية بالجوائز الأولى في أكثر المهرجانات السينمائية في العالم”، مضيفاً: “أكنّ لها الكثير من الإحترام”.
وعلى أنغام أغنية “يامو” التي رددها بصوت هادئ والتي أعادت إلى الذاكرة شخصيّة “غوار الطوشي”، استعرض الفنان الكبير دريد لحام أبرز محطات حياته مع الحضور مستذكراً والدته، مشيرا ًإلى أنه منحاز للمرأة، “فقد شعرت بأول خفقة قلب لإمراة وهي أمي”.
وفيما يخصّ الأزمة السورية، أكّد لحّام احترامه وجهة نظر الآخرين، قائلاً: “نحن نختلف بالرؤية تجاه الوطن ولكن لا نختلف على الوطن بذاته. أنا إن كنت مؤمناً بالحرية الشخصية وبالديموقراطية فيجب أن أحترم الرأي الآخر، يجب أن أستمع له وقد لا أقلبه”.
وعن موقفه الوطني، شارك الفنان لحّام الحضور قصة حصلت بينه وبين “اليونسيف” بعد زيارته لـ”بوابة فاطمة” جنوب لبنان مع عائلته وأولاده وأحفاده، قائلاً: “زرنا أكثر من منطقة في الجنوب وقلت لأولادي وأحفادي أن يروا في الجنوب ماذا فعلت الكرامة، وكانت وسائل إعلامية قد حضرت إلى المكان وعندما سألوني عن سبب الزيارة قلت أنني أفخر أن أكون صديقاً للمقاومة وإذا أراد جورج بوش أن يسجلني “إرهابي” فليسجلني. حينها اشتكت “اسرائيل” للأمم المتحدة بزعمها تعيين سفير للنوايا الحسنة “يدعم الإرهاب”، وعندها أرسلت لي مندوباً إلى الشام حاملاً معه صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية وعليها صورتي، فقلت له إنها المرّة الأولى التي تكون فيها الصحافة الإسرائيلية صادقة. أنا قلت كل هذا الكلام وأكرره وأنا أقول لكم “إذا عم تخيروني بين جواز سفري وبين موقفي الوطني فأنا أختار موقفي الوطني وهذا جوازكم!” “.
وختم لحّام مؤكداً أن أهم أسباب الحرب على سوريا هو وجودها بمحور المقاومة قائلاً: “هذا السبب قد أكدوا عليه مراراً وطلبوا: فلتتوقف سوريا عن وجودها في محور المقاومة ليتوقف القتال فيها”.
في الختام، قدّم رئيس الجامعة البروفسور علي علاء الدين درعاً تكريمياً للفنان لحّام، والتُقطت الصور التذكارية مع الطلاب.
المصدر: موقع المنار