اخر التطورات الميدانية في قطاع غزة
وفي اليوم الواحد والأربعين للعداون الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، لا زال الصمود الأسطوري للمقاومين وأهالي القطاع سيد المشهد بالرغم من كل شيئ.
لا زال المشهد برسمهم برغم القتل المستمر، والدمار، وسيناريوهات التهجير، والترهيب المستمر إذ لا خطوط حمراء أمام عدو يدعمه العالم المتحضر، لا لاءات دولية تحكم سلوكه العدواني حتى لو وصل به الأمر إلى استهداف كل المرافق الطبية واخراجها عن الخدمة واقتحام أكبرها (مجمع الشفاء الطبي) وتحويله إلى ساحة حرب تحت حجج تبين بالصوت والصورة أنها واهية وكاذبة، ولكن لا بأس فهذه “اسرائيل”!
وبعد مرور واحد وأربعين يوماً على بدء الحرب، أظهرت البيانات الرسمية ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بداية العدوان إلى 11 ألفا و500، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، وإصابة 29 ألفا و800 أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء.
في المقابل، أقرّ جيش العدو الإسرائيلي بمقتل ضابط ثالث برتبة نقيب من لواء المظليين في المعارك في قطاع غزة، في وقت سبق أن أعلن فيه مقتل ضابطين وجرح اثنين آخرين في المعارك الدائرة مع المقاومة، ليرتفع عدد قتلاه في غزة إلى أكثر من 50 منذ بداية التوغل البري في القطاع.
وفي ظل الجريمة المرتكبة بحق القطاع الصحي داخل القطاع، واقتحام دبابات الاحتلال، للمرة الثانية، مجمع الشفاء ومحاصرته بعد ساعات على الانسحاب منه وسط صمت غربي وأميركي، دعت السيناتورة الأميركية ديبي ستيابناو في رسالة إلى وزيري الخارجية أنتوني بلينكن، والحرب لويد أوستن، إلى إرسال مستشفيات عائمة، ومواد طبية لمساعدة المدنيين في غزة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الجرافات الإسرائيلية اقتحمت المجمع من المدخل الجنوبي وقامت بتخريب أجهزة طبية خلال اقتحامها للمجمع الأكبر على مستوى القطاع.
واعتقلت قوات الاحتلال اثنين من الطواقم الصحية الهندسية وهما فني ميكانيكي المولدات الكهربائية الوحيد وفني محطات الأوكسجين الوحيد المتواجدين بالمجمع.
وأضاف المكتب أن الاحتلال عمد خلال اقتحامه لمباني مجمع الشفاء إلى إحداث التخريب في أجهزة الاشعة والعديد من الأجهزة الطبية المتواجدة في الطابق السفلي لمبنى الجراحات التخصصي.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي)، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية في محيط مجمع الشفاء الطبي، مؤكدة وقوع اصابات محققة في صفوف قوات العدو.
أما في ما يتعلق بملف الأسرى، فقد أكّد عضو المكتب السياسي في حركة حماس أسامة حمدان، أنّ “من يعرقل التوصل إلى اتفاق بشأنهم هم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحكومته”. وذلك في ظل الحديث خلال الأيام الأخيرة عن إمكانية التوصل إلى هدنة لمدة أيام واتمام عملية تبادل للأسرى بين المقاومة والعدو.
وفي التطورات الميدانية فقد شنّ الاحتلال سلسلة غارات وأحزمة نارية وقصفًا عنيفًا في مختلف أنحاء القطاع.
فقد شنّت طائرات الإحتلال ومدفعيته فجر اليوم، سلسلة غارات على مخيم النصيرات وسط القطاع، والمناطق الشمالية لمدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق القنابل الضوئية.
كما دمّرت طائرات الإحتلال مسجدًا في منطقة الفخاري شرقي خانيونس، فيما استشهد 9 أشخاص على الأقل وأصيب آخرون في قصف للعدو استهدف محطة وقود لجأ إليها نازحون وسط القطاع. واستشهد عدد من المواطنين وأصيب عدد آخر بقصف اسرائيلي على في محيط محطة الوسطى للبترول.
هذا وقصفت مدفعية الاحتلال بشكل مكثف وعشوائي شرق المنطقة الوسطى من القطاع. واستشهد مواطن وإصابة آخرين بقصف استهدف المدرسة الماليزية في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وقصف قوات الاحتلال بشكل عنيف على محيط منطقة الدعوة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. كذلك، فقد استشهد مواطن واصيب اخرين في قصف إسرائيلي استهداف منزل يعود لعائلة صافي في حي الأمل غرب مدينة خانيونس.
كما انتشلت الطواقم الطبية شهداء من تحت الأنقاض جراء قصف الاحتلال منزل بعود لعائلة أبو موسى خلف مستشفى ناصر غرب مدينة خانيونس.
أوساطُ العدو تقر بأنَ عدمَ تمكنِ الاحتلالِ من تثبيتِ ادعاءاتِه حولَ مستشفى الشفاء بأنه يَحوي مقراتٍ للمقاومة
اضرَّ بمصداقيةِ جيشِ الاحتلال فيما يواجهُ رئيسُ حكومةِ العدو بنيامين نتنياهو
دعواتٍ متصاعدةً للتنحِّي عن السلطة
أما على صعيد المواجهات البطولية التي تخوضها المقاومة والتي ادّت اليوم باعتراف العدو إلى مقتل ضابطين، فقد أكدت الأخيرة، أنّها “استهدفت دبابتين بقذائف التاندوم والياسين 105 جنوب غربي مدينة غزة”.
وعلى الصعيد الإنساني، هبطت في العاصمة التركية أنقرة ليل الأربعاء-الخميس طائرتان على متنهما 27 مريضًا بالسرطان تمّ إخلاؤهم من قطاع غزة عبر مصر لتلقي العلاج في تركيا.
كاميرا المنار ترصد واقع النازحين الفلسطينيّين اِلى مخيمات الاِيواء جنوب غزة
في غزة قصص معاناةٍ لأطفالٍ يواجهون وحدهم قساوة الأيام.. فيما العالم الدولي يشاهد
حرب الإبادة والإجرام الصهيوني ويصمت دون تحريك الفعل الإنساني..
وقصة أحمد واحدة منها
على صعيد المواقف الدولية، زعم الرئيس الأميركي جو بايدن إنه أوضح لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أن “حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأنه سيكون من الخطأ احتلال غزة”، حسب قوله.
في المقابل، نقلت صحيفة “فاينانشال تايمز” عن رئيس كيان الإحتلال الإسرائيلي إسحق هرتسوغ قوله إنّ “إسرائيل لا يمكنها ترك فراغ في غزة وسيتعين عليها الإبقاء على قوة قوية هناك في المستقبل القريب”، حسب زعمه.
وفي العاصمة الاميركية واشنطن ، تظاهرات أمام البيت الابيض وامام مقر الحزب الديمقراطي للمطالبة بوقف اطلاق النار في غزة. وفي بريطانيا ، الالاف يتظاهرون أمام البرلمان للمطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي .
الخارجية السعودية من جهتها، أدانت بشدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء بغزة وقصف محيط المستشفى الميداني الأردني، مؤكدة على “ضرورة تفعيل آليات المحاسبة الدولية إزاء الانتهاكات المستمرة والوحشية لقوات الاحتلال ضد الأطفال والنساء والمدنيين”.
دبلوماسيًا… اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مشروع قرار قدمته بعثة دولة مالطا لدى المجلس، يركز على “مسألة حماية الأطفال في قطاع غزة، والدعوة لإعلان هدن إنسانية وتقديم المساعدات لمحتاجيها”. واعتُمد هذا القرار، في المجلس المكون من 15 عضوًا، بتأييد 12 عضوًا وامتناع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والمملكة المتحدة عن التصويت.
وأعلن مندوب الصين الدائم لدى مجلس الأمن، تشانغ جون، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس هذا الشهر، أنّ “المجلس تبنى القرار الذي يدعو إلى هدنة إنسانية عاجلة وممتدة، وإنشاء ممرات عبر قطاع غزة لعدد كاف من الأيام، لتمكين الوصول السريع والآمن دون عوائق للوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، بما يتماشى مع القانون الدولي”.
هنية: المقاومة هي قوة وذخر للأمة كلها وأدعو الى تنفيذ ما صدر عن القمة العربية الإسلامية
أكد رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية أن قوة المقاومة الفلسطينية هي قوة للأمة العربية والإسلامية وذخر لها، وأن قدرتها على لجم أطماع العدو هي عنصر قوة للأمة بأكملها.
وخلال كلمة له، أشار هنية الى أعمال القمة العربية والإسلامية الطارئة التي عقدت السبت الماضي، داعيا إلى “تنفيذ ما صدر عنها من قرارات وخاصة المتعلقة بوقف العدوان وكسر الحصار فورا”.
وشدد هنية على أن “وجود المقاومة الفلسطينية في مواجهة تهديدات العدو بات ضرورة ومصلحة عربية وإسلامية أكيدة”، جازما بأن “العدو لن يستطيع تحقيق أي من أهدافه أو استعادة أسراه إلا بدفع الثمن الذي تحدده المقاومة”.
واعتبر رئيس المكتب السياسي في حركة حماس أن قرار مجلس الأمن بالأمس “كان ينبغي أن يتضمن إدانة صريحة ومباشرة لجرائم الحرب والتطهير العرقي التي يرتكبها العدو في غزة والضفة الغربية”.
وشدد هنية على “أهمية إجبار العدو على وقف العدوان وفتح المعابر وسرعة إيصال احتياجات القطاع كافة وإنهاء الحصار بشكل تام والإقرار بحقوق شعبنا في إقامة دولته المستقلة”.
المصدر: موقع المنار