أعلنت إيران والسعودية الجمعة الاتفاق على استئناف العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي التفاصيل، فإنه عقب زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى بكين في شباط/فبراير الماضي، بدأ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني مباحثات مكثفة مع نظيره السعودي أمس الاثنين، بهدف متابعة اتفاقيات زيارة الرئيس الإيراني من أجل حل القضايا بين طهران والرياض بشكل نهائي.
وفي السياق، قال البيان المشترك لإيران والسعودية والصين صدر في ختام المباحثات، ونقله التلفزيون الإيراني الرسمي، إن “سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ونظيره السعودي أجريا مباحثات مكثفة وصريحة وشفافة وشاملة، انتهت بتوقيع بيان إيراني سعودي صيني مشترك يعلن عودة العلاقات بين طهران والرياض رسمياً”.
البيان جاء فيه إن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات والممثليات في غضون شهرين”.
وقال البيان “استجابة للمبادرة الجديرة للرئيس الصيني شي جين بينغ في دعم تعزيز العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، وانطلاقا من مبدأ حسن الجوار، ونظراً لاتفاقه مع رئيسي البلدين على استضافة ودعم الحوار بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، وكذلك رغبة البلدين في حل الخلافات بالحوار والدبلوماسية، التقى الوفد الإيراني برئاسة شمخاني، ووفد المملكة السعودية برئاسة مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن القومي، في بكين، في الفترة من 6 إلى 10 آذار/مارس 2023”.
وأفاد بأن “وزيري خارجية البلدين سيلتقيان لتنفيذ هذا القرار واتخاذ الترتيبات اللازمة لتبادل السفراء”، مشيراً إلى أن “البلدين أكدا احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض، في إطار تنفيذ اتفاقية التعاون الأمني الموقعة بتاريخ 17/4/2001 وكذلك الاتفاقية العامة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعاون الفني والعلمي والثقافي والرياضي والشبابي الموقعة في 27.5.1998”.
هذا وأوضح البيان أن الدول الثلاث “تعلن عزمها الراسخ على توظيف جميع الجهود لتعزيز السلام والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
شمخاني: إزالة سوء التفاهم في العلاقات بين طهران والرياض سيؤدي بالتأكيد إلى تنمية الاستقرار والأمن الإقليميين
بدوره، أوضح سكرتير الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني لوكالة “نور نيوز” أن “الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إلى الصين والمحادثات بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الإيراني، وفرت الأساس لتشكيل مفاوضات جديدة وجادة للغاية بين وفدي إيران والمملكة العربية السعودية”، مضيفاً “كانت المحادثات بين البلدين صريحة وشفافة وشاملة وبناءة، إن إزالة سوء التفاهم والتطلع إلى المستقبل في العلاقات بين طهران والرياض سيؤدي بالتأكيد إلى تنمية الاستقرار والأمن الإقليميين وزيادة التعاون بين دول الخليج الفارسي والعالم الإسلامي لإدارة التحديات القائمة”.
وتابع “إنني أقدر الدور البنّاء لجمهورية الصين الشعبية في دعم تنمية العلاقات بين الدول، وهو أمر ضروري لمواجهة التحديات وزيادة السلام والاستقرار وتعزيز التعاون الدولي”.
كذلك، أشار شمخاني إلى أن “الجولات الخمس من المفاوضات الأولية مع المملكة العربية السعودية، والتي استضافها العراق وسلطنة عمان، كانت فعالة في الوصول إلى الاتفاق النهائي، وأنا ممتن لجهود هذين البلدين”.
ولفت قائلاً “عودة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية تعزز الاستقرار والأمن الإقليميين ووفق الاتفاق سيتم تبادل السفراء بين طهران والرياض في غضون شهرين”.
يُذكر أن العلاقات مقطوعة بين السعودية وإيران منذ كانون الثاني/يناير 2016 حين أثار إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر في المملكة تظاهرات في إيران تمت خلالها مهاجمة مبنى السفارة السعودية في طهران وإحراقه.
وبعدها قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في كانون الثاني/يناير 2016 ومنها الاقتصادية، لتعود وتنخرط إيران والمملكة في محادثات على أعلى مستوى منذ أبريل/ نيسان الماضي.
المصدر: موقع المنار