بعد مضي يومين على الاطلاق التجريبي الناجح للصاروخ الحامل للاقمار الصناعية “قائم 100”، لا تزال ردود الافعال الدولية تتوالى بشان هذا التطور العلمي الهام في ايران، فأين تكمن أهمية هذا الصاروخ ؟
ما أهمية الصاروخ الايراني
هذا الصاروخ اطلقته قوات الجوفضاء التابعة لحرس الثورة الاسلامية ومن المقرر ان يحمل قريبا القمر الصناعي “ناهيد” الى الفضاء، لكن بسبب التكنولوجيات المستخدمة في هذا الصاروخ والقدرات التي يتمتع بها، فانه يمكن استخدامه كصاروخ بعيد المدى، وهذا ما تسبب بردود فعل امريكية قلقة وكذلك من قبل دول أخرى.
جاء اطلاق هذا الصاروخ وسط الحظر الشامل على ايران من قبل امريكا والدول الغربية، ولذلك يمكن القول ان هذا الصاروخ انتاج ايراني مئة بالمئة وعلى يد العلماء الايرانيين.
يعتبر هذا الصاروخ قادرا على حمل قمر صناعي يزن اقل من مئة كيلوغرام (80 كغ) الى مدار يبلغ بين 400 الى 500 كيلومتر. وتعرف الصواريخ التي تحمل مثل هذه الاقمار الصناعية الى مدارات تبعد حوالي 2000 كيلومتر عن الارض بانها صواريخ “طبقة لئو” وصاروخ قائم يصنف ضمن هذه الفئة.
ومن اهم خصائص هذا الصاروخ الحامل للاقمار الصناعية هو محركه القوي الذي يعمل بالوقود الصلب، وقد تم اختباره لاول مرة في شهر كانون الثاني/يناير الماضي بنجاح تام.
وحتى الان كانت ايران تستخدم صواريخ حاملة للاقمار الصناعية تعمل بالوقود السائل، والان ولاول مرة اختبرت ايران صواريخ حاملة للاقمار الصناعية بالوقود الصلب.
وتفيد بعض التقارير الواردة ان هيكل هذا الصاروخ مصنوع من مواد الكومبوزيت (المواد البديلة) الخفيفة في الوزن والتي تمنح الصاروخ امكانية تحليق نحو علو أكبر في الفضاء، فمواد الكومبوزيت تخفض وزن الصاروخ بمقدار 33 بالمئة قياسا مع الهيكل المعدني.
الدول التي تمتلك الصواريخ الباليستية
اورد موقع armscontrol ان هناك 31 دولة في العالم ومنها امريكا تمتلك الصواريخ الباليستية، لكن هناك 4 دول فقط هي الصين وروسيا وامريكا وفرنسا والتي تملك صواريخ باليستية بعيدة المدى تفوق مداها 12000 كيلومتر وتعمل بالوقود الصلب، والان قد انضمت ايران باختبارها لصاروخ قائم 100 الى هذه الدول الاربعة.
هذه الدول الـ 5 هي الان قوى عظمى في مجال امتلاك احدث واقوى المعدات الفضائية. وقبل الاختبار الاخير أدرجت ايران على جدول اعمالها اختبار صواريخ حاملة للاقمار الصناعية مداها اكثر من 1000 كيلومتر.
هناك الان 4 دول فقط تملك صواريخ عابرة للقارات، وان دولا مثل بريطانيا والكيان الصهيوني يدفعون الاموال ويسجلون طلبيات لدى دول اخرى مثل امريكا والصين وروسيا. والان فان انضمام ايران الى هذه الدول الـ 4 مدعاة فخر للعلماء الايرانيين رغم الحظر.
ان الصواريخ التي تتعدى مداها 5500 كيلومتر تعتبر عابرة للقارات، وان الصاروخ الايراني قائم 100 الذي اختبر بنجاح قبل يومين يعتبر صاروخا عابرا للقارات.
ان الصواريخ قصيرة المدى والمتوسطة المدى هي صواريخ استعراضية لكن الصواريخ بعيدة المدى والعابرة للقارات هي التي تصنف ضمن الصواريخ الباليستية الاستراتيجية.
وتصنف الصواريخ في الاساس حسب نوع وقودها فهناك الوقود السائل وهناك الوقود الصلب، والوقود الصلب يحتاج الى فترة زمنية اقل للجهوزية والاطلاق.
التكنولوجيا.. الحاجة الاولى لصنع الصواريخ العابرة للقارات
الصواريخ بعيدة المدى الاستراتيجية تتطلب تكنولوجيا خاصة جدا ومحركات هذه الصواريخ هي من اهم التكنولوجيات ايضا وهي التي توفر سرعة الاطلاق المطلوبة، ومن التكنولوجيات الاخرى المطلوبة هناك ايضا نظام التحكم والملاحة، كما ان الراس الحربي ايضا جزء هام يتطلب تكنولوجيا فائقة التطور.
ونظرا لحجم هذه الصواريخ الكبير فان محركاتها تعمل على مراحل، كما ان تصميم وصنع الرؤوس الحربية هي ايضا من الخطوات الهامة، الصواريخ الباليستية يجب ان تحمل الاوكسيجين اللازم لاحتراق وقودها معها والمحركات التي تستخدم في صواريخ الفضاء هي نفسها المستخدمة في الصواريخ الباليستية وان اجزاء هذين الصاروخين تشبه بعضها البعض، تماما مثل الصاروخ الحامل للاقمار الصناعية قائم 100 الذي بامكانه ان يتحول الىى صاروخ باليستي ايضا وهو يستخدم الوقود الصلب تماما كالصواريخ بعيدة المدى.
المصدر: وكالة فارس